الرياضة

في مواجهتان مؤجلتان من الجولة التاسعة.. كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم.. ثاني أقدم البطولات القارية

محمود العوضي- جدة

كأس الأمم الآسيوية.. أول بطولة لكرة القدم في القارة الصفراء، تقام كل 4 سنوات باستثناء دورة واحدة قدمت لعام واحد، وأقيمت في أندونيسيا عام 2007.
استضيفت البطولة أول مرة في العالم العربي في دولة الكويت، ويحمل المنتخب الياباني 4 ألقاب منذ بداية البطولة، ليكون بذلك الأكثر تتويجًا بكأس آسيا، متقدمًا على المنتخبين السعودي والإيراني.
تاريخ بطولة كأس آسيا..
بدأ تنظيم بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم في القرن الماضي، وتحديدًا في عام 1956 بهونغ كونغ؛ لتكون بذلك أول بطولة كرة قدم في القارة الآسيوية، وحصلت كوريا الجنوبية على لقب الفائز الأول بكأس البطولة الافتتاحية.
وكانت بدايتها بمشاركة الأعضاء الـ12 المؤسسين للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، و4 منتخبات أخرى، وأجري اللعب بنظام الدوري المجزأ، واستمر هذا النظام بنفس عدد المنتخبات المشاركة في الدورتين التاليتين عامي 1960 و1964.
وكانت دورة عام 1964 قد أقيمت في الكيان الصهيوني، وفاز بها على حساب الهند، بعد انسحاب 11 منتخبًا، قبل أن ينضم للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وشاركت 5 منتخبات عام 1968، في الدورة التي استضافتها إيران، وفازت فيها بكأس البطولة، وتوالى فوزها بعد ذلك حتى عام 1976، لكنها لم تحرز اللقب بعد ذلك، ثم ارتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 6 بالدورتين التاليتين في تايلند عام 1972، وإيران عام 1976.
أول استضافة عربية لكأس آسيا
عند أول استضافة عربية للبطولة، شاركت فيها 10 منتخبات، وأقيمت تلك الدورة بدولة الكويت بدءًا من 15 سبتمبر حتى 30 سبتمبر 1980، في ملعب صباح السالم.
ووصل كل من منتخب كوريا الجنوبية ومنتخب الكويت إلى المباراة النهائية، وأحرز المنتخب الكويتي بلقب البطولة في تلك الدورة.
وكان الثنائي الذي قاد الكويت إلى الفوز باللقب؛ هما اللاعبان الشهيران فيصل الدخيل وجاسم يعقوب، وكانا قد سجلا 12 هدفًا من أصل 13 سجلها المنتخب الكويتي في البطولة.
سنغافورة.. انطلاقة الأخضر
في عام 1984 كان التتويج الأول للمنتخب السعودي بكأس أمم آسيا التي استضافتها سنغافورة، بمشاركة 10 منتخبات آسيوية أخرى، وفي المباراة النهائية، قاد النجم الأسطوري ماجد عبدالله الأخضر السعودي للفوز على المنتخب الصيني بثلاثة أهداف مقابل هدف.
وفي عام 1988 أقيمت البطولة في دولة قطر، في الفترة من 2 حتى 18 ديسمبر، وهي الاستضافة العربية الثالثة، وتوج فيها المنتخب السعودي باللقب للمرة الثانية على التوالي، بعد تغلبه في المباراة النهائية على كوريا الجنوبية، التي أقيمت على أرضية ملعب حمد بن خليفة بالدوحة.
اللقب الياباني الأول..
في عام 1992 استضافت اليابان البطولة، وتقلص عدد المنتخبات حينها إلى 8، قسمت على مجموعتين، وأحرز منتخب البلد المضيف اللقب في المباراة النهائية بعد فوزه على المنتخب السعودي.
وكانت الاستضافة اليابانية لكأس آسيا فارقة، ولحظة فاصلة في نمو كرة القدم اليابانية، ومهدت الطريق للنجاحات الكروية في المستقبل، إضافة إلى ما أحدثته من تنظيمات وتحسينات في البنية التحتية للبلاد.
الاستضافة العربية الثالثة
كانت الاستضافة العربية الثانية لكأس آسيا في الإمارات عام 1996، وقد شهدت تتويج المنتخب السعودي بكأس البطولة للمرة الثالثة في تاريخه، بعد فوزه على المنتخب الإماراتي المستضيف بركلات الترجيح.
وفي عام 2000 كانت استضافة البطولة عربية كذلك، حيث أقيمت في لبنان، وفازت اليابان بالكأس حينها على حساب المنتخب السعودي وصيف البطولة.
وفي عام 2004 أقيمت البطولة في الصين، وحصلت على مركز الوصيف، بينما ذهبت كأس البطولة للمنتخب الياباني.
ثم أقيمت الدورة التالية عام 2007 بمشاركة 4 في الاستضافة لأول مرة منذ تاريخ انطلاق البطولة، وهي إندونيسيا وماليزيا وفيتنام وتايلند، وقد توج المنتخب العراقي باللقب بعد فوزه على الأخضر السعودي.
وفي عام 2011، أقيمت البطولة بالدوحة للمرة الثانية، وأحرز المنتخب الياباني الكأس؛ ليكون بذلك المنتخب الأكثر فوزًا بلقب بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم.
واستضافت أستراليا البطولة عام 2015، وفاز منتخبها بلقب بطل آسيا في تلك الدورة، متفوقًا على وصيف البطولة منتخب كوريا الجنوبية.
وفي تلك الدورة سجل لاعب المنتخب الإماراتي علي مبخوت رقمًا قياسيًا؛ إذ استطاع تسجيل هدفًا لصالح فريقه ضد المنتخب البحريني في غضون 14 ثانية، وهو الهدف الأسرع في تاريخ بطولة كأس أمم آسيا.
وسجل اللاعب الإيراني علي دائي الرقم القياسي في إحراز الأهداف في بطولة آسيا؛ إذ كان قد أحرز 14 هدفًا في تلك الدورة من إجمالي 109 أهداف.
إلغاء المركز الثالث
تقرر عدم لعب مباراة تحديد المركز الثالث بدءًا من دورة عام 2019، التي أقيمت في الإمارات، وفاز فيها المنتخب القطري بلقب بطل كأس آسيا متفوقًا على المنتخب الياباني.
اهتمام عالمي
تحظى بطولة كأس آسيا لكرة القدم باهتمام الكثير من الجماهير حول العالم؛ كونها البطولة الأولى في القارة الآسيوية.
وقد حصلت 9 منتخبات مختلفة على كأس البطولة منذ انطلاقها حتى الآن، 4 منها عربية، وهي” المنتخب السعودي والكويتي والقطري والعراقي.
ويعد المنتخب السعودي والإيراني في مركز الوصافة، لحصد كل منهما 3 ألقاب، تليهما كوريا الجنوبية التي حصد منتخبها لقب البطولة مرتين.
وسلطت البطولة الأضواء على التقاليد الكروية الآسيوية، كما عززت تطوير كرة القدم الإقليمية، ووفرت منصة تنافسية آسيوية.
قطر 2024
ستقام الدورة الـ17 لبطولة كأس أمم آسيا في الفترة ما بين 12 يناير الجاري حتى 10 فبراير.
واختير ملعب لوسيل لإقامة مباراتي الافتتاح والنهائي، وهو الملعب الذي أقيمت على أرضه بعض مباريات كأس العالم، ولُعب فيه كذلك نهائي كأس العالم 2022.
وإضافة إلى ملعب لوسيل، تحتضن 6 ملاعب مونديالية أخرى مباريات كأس آسيا، وهي ملاعب: البيت، الجنوب، الثمامة، أحمد بن علي، المدينة التعليمية، خليفة الدولي، إضافة إلى ملعبي جاسم بن حمد وعبد الله بن خليفة.
ويشارك 24 منتخبًا في هذه النسخة، وتم تقسيمها إلى 6 مجموعات، وستشهد البطولة ما يصل إلى 3 مباريات يوميًا خلال مرحلة المجموعات.
وبفضل تقارب المسافات بين الملاعب في قطر، سيحظى المشجعون بفرصة استثنائية لحضور أكثر من مباراة خلال اليوم، على غرار ما حدث في مونديال قطر 2022.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *