ونحن نودع عام 2023 ، نعيش ونرى من حولنا الحروب والدمار وقتل الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن ، والإبادة الجماعية لسكان غزة، وعجز المجتمع الدولي عن قيادة العالم نحو السلام
كل ذلك يشكِّل ولادة قاسية ومتعثِّرة وصعبة لعام 2024 ، ويحدونا الأمل بالأفضل فيما هو قادم .
إذا كان هذا شعورك عزيزي القارئ ، فأنت لست وحدك بل كل شعوب الأرض تتشارك في الألم.
وبالرغم من كل تلك الآلام والمعاناة والتحدّيات في العالم، هناك إرادة نمتلكها وقدرة على صنع المستحيل، بجعل عام 2024 عاماً مليئاً بالتفاؤل .
بصيص الأمل هذا يمكن تحقيقه وتخفيف المعاناة، وذلك بأن نبث بعضنا البعض مشاعر وكلمات الإمتنان لكل من نتعامل معه من أهلينا وأصدقائنا وموظفينا ولجميع شعوب الأرض .
ونقصد بذلك إعادة توجيه بوصلة حياتنا وسلوكنا وممارساتنا نحو التآخي والتعاون والتكامل، وأن نجعل من هذه الممارسات طقوساً يومية تبثّ الحب والفرح والحبور في نفوسنا.
دعونا نفكر في اؤلئك الأبطال المجهولين الذين يدعمون حياتنا بالصدق والمعاملة الحسنة ومساعدتنا على أعباء الحياة ،وأؤلئك الذين يرشدوننا الى الحكمة والمبادئ والسلوك الراقي.
دعونا نعبر عن إمتناننا وتقديرنا لعائلاتنا الذين يتحملون وزر وأعباء إنشغالنا في أعمالنا، إنهم شركاء في رحلة الحياة .
دعونا نكون متمرسين في التعبير عن إمتنانا وتقديرنا ليس بالمشاعر فقط، ولكن بالتعبير عنها بمكالمة هاتفية أو رسالة نصية مكتوبة بمهارة ، وإلتفاتة صادقة بهدية رمزية تعبر عن حبنا للطرف الآخر ،حيث أن التعبير عن المشاعر يتطلب إتقان مهارة العطاء الملموس بكل الطرق والأساليب.
وأخيرا عزيزي القارئ ، لا تنسى نفسك ، فلها الأولوية التي تستحق الإمتنان والتقدير والشكر ، وذلك بمراجعة أهدافك وإنجازاتك التي حققتها خلال العام الماضي، ومراجعة الدروس التي تعلمتها من إخفاقاتك ، وأن تسجل قراراتك وأهدافك للعام القادم ،ومنها الإهتمام بصحتك ، وإدارة وتحسين دخلك ، وضبط التزاماتك المالية ،وإدارة وقتك بين العمل والعائلة ، ووضع أهداف تنمية وتطوير نفسك وأفراد عائلتك، والإستغلال الأمثل لحيويتك وطاقتك وجهدك وذلك بالتركيز على الأولويات.
وكل عام وأنتم في أمن وأمان وسلام ووئام .