نيو دلهي : البلاد
لا شك أنه مع اقتراب العام من نهايته ، يمكن لنا أن نقول بشكل مناسب إن عام 2023م كان نجماً ساطعاً ومحظوظاً للدبلوماسية الهندية حيث برزت مجموعة العشرين بإعتبارها الإنجاز الدبلوماسي للبلاد لهذا العام علماً أنه من خلال رئاستها لمجموعة العشرين، تمكنت الهند من جمع الدول الأكثر نفوذاً وقوة وأهمية في العالم للإجتماع حول الطاولة والمناقشة والإتفاق على بعض القضايا الأكثر الحاحاً التي تتعلق بالعالم اليوم .
ووفق قول جايشانكار، وزير الشؤون الخارجية الهندي فإن مجمعوعة العشرين تشابه كأس العالم للدبلوماسية حيث يجتمع فيها أكبر وأقوى اللاعبين معاً ” وعندما تولينا الرئاسة لمجموعة العشرين، لم يكن لدى الناس الكثير توقعات منها لكن تجاوزنا من خلال رئاستها جميع الإنقسامات ووجدنا ارضاً مستوية مشتركة للبلدان المتجادلة والتي وجدت صعوبة بالغة لأن تكون متفقة على بعضنا بعض لكن تمكننا بتجاوزها ذلك. وجاء ذلك في كلمة القاها جايشانكار في فعاليات المعهد الروتاري 2023م المنعقدة في بنغالور مؤخراً .
وكان ابرز ما تم الإستفادة من إعلان مجموعة العشرين هي أن جميع الفقرات البالغ عددها 83 فقرة من الإعلان ، تمت الموافقة عليها بالإجماع بنسبة 100% بالإضافة إلى موافقة الصين والروسيا علماً أنها هي المرة الأولى لم يتضمن الإعلان أي حاشية أو ملخص للرئيس في حين أن الإعلان باعتباره الأكثر طموحاً ، يحتوي على 112 نتيجة سواء كانت نتائج أو وثائق مرفقة وهو ما يزيد مرتين ونصف عن أي اعلان آخر .
كما هنأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الشيربا والوزراء الذين عملوا من أجل التوصل إلى التوافق قائلاً ” لقد تلقيت اخباراً سارة انه نظراً للعمل الشاق الذي قام به فريقنا، فقد تم بناء الإجماع على اعلان قمة قادة مجموعة العشرين في نيو دلهي واقتراحي في هذا الموقف هو اعتماد اعلان القيادة لدى مجموعة العشرين فأعلن اعتماد هذا الإعلان. وبهذه المناسبة أهنئ شيربا ووزراء الذين عملوا بجد من اجل ذلك وجعلوه ممكناً مضيفاً أن من أبرز النقاط الهامة التي تم الإستفادة منها من الإعلان هي اطلاق التحالف العالمي للوقود الحيوي ” على حد قوله .
كما يهدف التحالف إلى تسهيل التعاون وتكثيف استخدام الوقود الحيوي المستدام بما في ذلك قطاع النقل حيث يضع التحالف التركيز على تعزيز الأسواق من خلال تسهيل التجارة العالمية للوقود الحيوي وتطوير تبادل الدروس المتعلقة بالسياسات الواقعية وكذلك توفير الدعم الفني لبرامج الوقود الحيوي الوطنية في جميع أنحاء العالم ويؤكد على أفضل الممارسات وحالات النجاح التي تم تنفيذها بالفعل.
ومن بين ابرز النقاط التي تم الإستفادة منها كان اطلاق ممر ضخم للشحن والسكك الحديدية بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا من قبل الهند والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والإتحاد الأوروبي وسيعزز الممر الإقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEE EC) على تشجيع التنمية الإقتصادية وتوفير قوة دافعية لها من خلال تعزيز الإتصال والتكامل الإقتصادي بين آسيا وغرب آسيا / الشرق الأوسط وأوروبا. كما سيتضمن الممر خطا للسكك الحديدية والذي سيوفر عند اكتماله شبكة عبور موثوقة وفعالة من حيث التكلفة للشحن عبر الحدود من السفينة إلى السكك الحديدية لتكملة طرق النقل المتعددة الوسائط الحالية التي تعزز نقل البضائع والخدمات بين جنوب شرق آسيا عبر الهند إلى غرب آسيا / الشرق الأوسط وأوروبا .
وكان من بين النتائج الرئيسية والتاريخية لرئاسة الهند لقمة مجموعة العشرين إدراج الإتحاد الأفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين علماً أن اضافة الإتحاد الأفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين من بين الأهداف الرئيسية التي حققتها الهند خلال قمة مجموعة العشرين . فلا يخفى علينا أن الإتحاد الأفريقي هو اتحاد قاري يضم 55 دولة عضو تقع في قارة أفريقيا . وفي تصريحاتها خلال القمة، أعرب رئيس الوزراء الهندي مودي عن ثقته في أن مجموعة العشرين ستستمر في التقدم “بنهج محور الإنسان ” في ظل رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين حيث أن اعضاء مجموعة العشرين سيعطون الأولوية للأمن الغذائي والأمن الصحي والتنمية المستدامة” على حد وصفه .
وقال رئيس الوزراء مودي إن الهند ستقدم دعمها الكامل لنجاح رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين مشيراً الى أن الهند بصفتها رئيسة مجموعة العشرين، حددت نهجها بأن تكون شاملة وطموحة وموجهة للعمل وحازم ” هذه الكلمات الأربع تحدد نهجنا كرئيس لمجموعة العشرين ويعد اعلان قادة نيودلهي الذي تم اعتماده جميع اعضاء مجموعة العشرين بالإجماع هو شهادة على التزامنا بتحقيق هذه الأهداف . كما ذكر مودي في المقال ” أن الشمولية كانت في قلب رئاستنا ” .
وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً إن قمة مجموعة العشرين هذا العام اثبتت أن المجموعة لا تزال قادرة على دفع الحلول للقضايا الأكثر الحاحاً مثل ازمة المناخ والهشاشة والصراع . كما قال الرئيس الأمريكي على إكس ” في الوقت الذي يعاني فيه الإقتصاد العالمي من الصدمات المتزامنة لأزمة المناخ والهشاشة والصراع ، أثبتت قمة هذا العام أن مجموعة العشرين لا تزال قادرة على دفع الحلول لقضايانا الأكثر إلحاحاً ” على حد اعتباره .