تنشأ لدى الفرد مشاعر كثيرة من خلال المرور بالتجارب ،وترتبط بكيمياء الدماغ وفقًا لشعوره آنذاك. فمشاعر الفرح و النجاح تختلف عن المشاعر الأخرى خصوصًا إذا كانت المشاعر سلبية بعد المرور بتجارب قاسية . وهذا أمر وارد جدًا ، ومن الطبيعي أن يمرّ كل فرد بجميع المشاعر المختلفة ، والتي من خلالها ،تتكون لديه الإعتقادات خصوصًا إذا كانت هذه التجارب فاشلة ، ولم يستطع النجاح فيها.
وقد يقرر الفرد أن لا يواجه هذه المشاعر السلبية التي نشأت لديه من بعد فشله ، وبالتالي فإنها تتمحور في عقله اللاواعي و يتصرف وفقًا على أساسها في تعاملاته و قرارته و حتى في تطوره و نموه وذلك بسبب نشأة رهاب تجاه هذه المشاعر التي تتحكم بطريقة تفكيره وبسبب عدم معالجة هذه المشاعر و تركها حبيسة في النفس وطليقة في الذهن .
وعادةً ما يكون الدافع الأساسي للرهاب ، خلق الخوف الذاتي من الفرد لذاته ، وذلك من خلال تعّظيم الخوف و عدم القدرة على التمّييز بين الخوف الطبيعي وغير الطبيعي ، فيما قلة المهارات الأساسية تسهم في نشأة
الرهاب بشكل سريع ، حيث تتضخَّم لديه المخاوف من الفشل ، وعلى إثرها يقرر أن لا يخطو خطوة واحدة كطريقة لحماية ذاته من الفشل ومن حُكم المجتمع عليه
وقد يقرر عدم الخوض في أي محاولة أو حتّى النظر فيها أو تقِّييمها قبل تنفيذها حتى يضمن الكمال ضاربًا حاجاته الذاتيه للنمو والتطور بعرض الحائط ،بالرغم من انزعاجه بسبب قلقه الدائم وتفكيره المشتعل دائما و ليس هذا فحسب بل من الطبيعي أن هذا الرهاب يسبِّب إضطرابات فسيولوجية تتفاقم لدى الفرد بشكل سريع
جداً ومن غير العدل أن يحكم الفرد على ذاته بالفشل بسبب تجربة فاشلة و أن يصل بذاته إلى الرهاب من الإخفاق فإن الإستلام له يؤدي به الى الاكتئاب مباشرة و على الفرد مواجهة هذا الرهاب و التصالح مع هذا الخوف تدريجيًا و التحلّي بالشجاعة و البحث عن أساليب المقاومة حتى يحصل على حقه في الحياة و أن يجاهد نفسه و يحارب من أجل أن لا يظل أسيراً للرهاب.
@fatimah_nahar