قضية

يعيق إفراز هرمون الميلاتونين.. إدمان الجوال قبل النوم مدخل لـ«الأرق»

جدة – ياسر خليل

يعاني الكثيرون من عادة حمل الجوال لوقت طويل قبل النوم، ما يسبب مشكلات عديدة ، إذ حذر فريق طبي متخصص في اضطرابات النوم من تجاهل النوم الصحي وعدم حصول الجسم على كفايته من النوم والراحة، داعياً لعدم إهمال أي مشاكل مرتبطة باضطرابات النوم وضرورة التشخيص للمساعدة على حصول الفرد على العلاج اللازم.

وأوضح الفريق الطبي، الذي يتكوّن من البروفيسور سراج عمر ولي مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، والأطباء فارس الحجيلي، رنيا الشمراني، وائل العمودي، وعمر قنبر، أن أهم سلوكيات النوم الصحي، هي تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ من النوم، وتجنب الجوال والشاشات قبل النوم بمدة لا تقل عن ساعة، لأنها تؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم، وجعل غرفة النوم مكانًا هادئًا خاليًا من الضوضاء ذا درجة معتدلة، مع ممارسة الرياضة قبل النوم بفترة لا تقل عن 4 ساعات، والابتعاد عن المنبهات مثل القهوة والشاي والتدخين في فترة الليل، مع تنظيم أوقات الأكل بتجنب الوجبات الثقيلة أو الطعام الدسم قبل النوم، والتنفس العميق قبل النوم يساعد على الدخول في النوم.

وأشار الفريق الطبي أن الأرق يعد أحد اضطرابات النوم الشائعة والمنتشرة في المجتمع وله نوعان الأرق الحاد (على المدى القصير)، والأرق المزمن، موضحًا أنه من المهم قبل البدء في العلاج هو معرفة التاريخ المرضي للمريض ومحاولات معرفة السبب الرئيسي للمرض ومحاولة علاجه، فهناك عدة طرق للعلاج منها العلاج السلوكي المعرفي وهو علاج يقوم على تغيير سلوكيات وعادات المريض التي تساعده على النوم مثل سلوكيات النوم الصحي ويتم متابعته بشكل مستمر ودوري لمعرفة مدى تحسنه وتطوره والاستمرار في إضافة سلوكيات جديدة تساعده في تحسين نومه.

وحول استخدام هرمون الميلاتونين كعلاج للأرق أجاب الفريق الطبي، أن الميلاتونين هو هرمون طبيعي يفرز في الجسم يساعد على النوم ويسمى (هرمون النوم)، ويزيد إفرازه في الساعات المتأخرة من الليل ويقل في النهار واستخدامه كدواء للنوم هو اعتقاد خاطئ لكنه يستعمل كمكمل غذائي لتنظيم ساعات النوم لمن يعانون من اضطرابات الساعة البيولوجية.

وكشف الفريق الطبي أن دراسات تجريبية قليلة أجريت حول علاقة المغنيسيوم بالنوم، وقد أظهرت بعضها زيادة في جودة النوم بعد تناول المغنيسيوم بشكل منتظم، إذ يعتقد البعض أن المغنيسيوم يمكن أن يساعد في الاسترخاء وتهدئة الجهاز العصبي، مما يسهم في تحسين النوم، ولكن هناك دراسات أخرى أجريت لم تجد أي أثر لاستخدام المغنيسيوم في علاج اضطرابات النوم، وتم ربطه أكثر مع المحافظة على جودة النوم، ومع ذلك يجب أن الملاحظة أن هذه الأبحاث ليست بما يكفي للتوصل إلى استنتاج نهائي، حيث إن لمادة المغنيسيوم التي تباع في الصيدليات تركيبات مختلفة وكثيرة، وكل واحدة من هذه التركيبات لها أثر واستخدام معين.

وحذر الفريق الطبي من السهر، فذلك يزيد من فرص “قصر القامة” عند الأطفال بسبب نقص في هرمون النمو ، إذ يساهم هرمون النمو في بناء عضلات وأنسجة الجسم ويعتمد على نمو الجسم بشكل عام، ويتم إفرازه من خلال الغدة النخامية في الدم، ويعتمد هرمون النمو على تعزيز مرحلة النمو لدى الأطفال والمراهقين ما قبل سن السادسة عشر، ويحافظ على التمثيل الغذائي، ويعمل علي تنظيم نسبة السكر بالدم ، وهناك العديد من العوامل التي تزيد من مستوى هرمون النمو في الجسم، كالنوم المنتظم، والرياضة اليومية، وتناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، أما السهر فيعيق ذلك، ولكن من حكمة الله أن يعود هرمون النمو للعمل بشكل طبيعي عند الأطفال واليافعين في حال تجنب السهر.


وعن سؤال هل الشخير مرض، قال الفريق الطبي إن الشخير أحد الأعراض الشائعة التي يجعل المريض يراجع طبيب ويشتكي منه عادة الشريك في النوم بسبب الصوت، ويكون الشخير علامة لشيء حميد تدل على وجود مشاكل في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي أو في الأسنان أو انحناء في الحاجب الأنفي، وربما تكون علامة لمشكلة جدية مثل متلازمة انقطاع النفس أثناء النوم ، ونصح الفريق الطبي الأشخاص الذين يعانون من المشكلة بالتوجه إلى طبيب النوم لمعرفة أسباب الشخير لعمل فحص النوم والتأكد من عدم إصابته بمتلازمة خناق النوم المسببة للشخير.

وعن النصائح العامة للنوم الصحي عند الأطفال، أكد الفريق الطبي على ضرورة صناعة طقوس ما قبل النوم حتى يستعد الطفل نفسيًا، وتحديد ساعة استيقاظ ثابت كل يوم، وخلق روتين محدد للنوم مثل أخذ دش دافئ، وتفريش الأسنان، وقراءة قصة قصيرة، وغرفة نوم خالية من الضوضاء وإضاءة مناسبة ودرجة حرارة معتدلة.

وبالنسبة إلى السير أثناء النوم قال الفريق الطبي، فهو أحد اضطرابات السلوكية التي تحصل أثناء النوم، ويحدث بشكل أكثر عن الأطفال وتقل مع ازدياد العمر، وتحصل في الجزء الأول من النوم، أما أسبابه فهي حرمان النوم والضغط النفسي والحمى واضطراب جدول النوم، وعند ازدياد ملاحظ للسير أثناء النوم بشكل شبه يومي بدء السير أثناء النوم في عمر البلوغ إذا سبب فرط نعاس شديد خلال النهار.

وأخيرًا، حول أهمية القيلولة أوضح الفريق الطبي أن القيلولة هي فترة نوم قصيرة خلال النهار بهدف الراحة وتجديد النشاط والحيوية أو تعويض لقلة النوم أو عادة ثقافية، ولا ينصح بها إن كانت كتعويض لقلة النوم في النهار ولمن يعانون من الأرق مدتها 15 – 25 دقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *