قضية

شرب الماء عند العطش فقط سلوك خاطئ.. مختصون لـ(البلاد): ترطيب الجسم في «المربعانية» وقاية من الجفاف

البلاد – ياسر خليل

نصح أطباء مختصون بضرورة الحرص على تناول الماء مع برودة” المربعانية”؛ وذلك لجعل الجسم في حالة ترطيب دائم، مشددين على ضرورة توجيه الأطفال بتناول الماء؛ لكونهم يتجاهلون ذلك لعدم شعورهم بالعطش أو اللعب واللهو أو اهتمامهم بتناول المشروبات الغازية.

بداية.. دعا طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أفراد المجتمع إلى الحرص على تناول الماء بشكل صحي للمحافظة على رطوبة الجسم، موضحاً أن من أبرز السلوكيات الخاطئة هي أن البعض ينتظر الشعور بالعطش في الأجواء الباردة حتى يتناول الماء، وهذا سلوك خاطئ؛ إذ يجب الحرص على تزويد الجسم بالماء في كل المواسم، سواء الحارة أو الباردة.

وقال: إن هذا الأمر ينطبق على الأطفال أيضًا؛ إذ إن أكثر الأطفال الصغار للأسف لا يهتمون بتناول الماء بقدر اهتمامهم بالمشروبات الغازية والعصائر السكرية المحلاة، التي تزيد من السعرات الحرارية، وهنا يأتي دور الوالدين في توجيههم بذلك، فالماء يعتبر أفضل وسيلة لإرواء العطش من المشروبات السكرية التي تحتوي على عصائر الفاكهة (حتى تلك الخالية من السكر المضاف)، وأفضل من المشروبات الغازية والمشربات الأخرى؛ لكون جميع هذه المشروبات تحتوي على الكثير من السكر الذي يؤثر على صحة الجسم.

وأفاد بأن أهمية تناول الماء بشكل جيد في الأجواء الباردة تكمن في المحافظة على صحة البشرة من الجفاف، وظهور الحبوب والبثور، فتناول الماء يساعد على ترطيب البشرة والتخلص من تشققات الجلد، كما يساعد الماء في الحفاظ على الرطوبة المثلى للبشرة من خلال تقديم المغذيات الأساسية إلى خلايا الجلد؛ إذ يعمل الماء على تجديد أنسجة الجلد ويزيد من مرونتها، وهذا يساعد على تأخر ظهور علامات التجاعيد والخطوط الدقيقة.


وخلص حسين إلى القول: “الماء يعد الوسيلة الوحيدة التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية، وبالتالي المساعدة على تجديد الخلايا ومنحها الحيوية للقيام بوظائفها على أكمل وجه، فالماء يعزز الطاقة في الجسم لمساعدته على مواجهة التعب والدوخة، والركود، والخمول، كما أن شرب الماء يوميًا بانتظام بالكميات المناسبة (لترين) يساعد على تخليص الجسم من السموم والفضلات التي تؤدي إلى الإصابة بالكثير من المشكلات الصحية”. وبجانب ذلك، يساعد الماء الكليتين على إزالة النفايات من الدم، فإذا لم تحصل الكلى على كمية كافية من الماء، فيمكن أن تتراكم هذه النفايات مع الأحماض، ما يؤدي إلى انسداد الكليتين بالبروتينات المعروفة باسم الميوغلوبين، ويمكن أن يؤدي الجفاف أيضًا إلى تكون حصوات الكلى والإصابة بالتهابات المسالك البولية.


وفي السياق، يقول استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير: “الأجواء الباردة لا تعفي من تناول الماء، فالفرد مع برودة الأجواء لا يشعر بالعطش، ولكن هذا لا يعني تجاهل تناول الماء، فللماء دور حيوي في العمليات جميعها داخل جسم الإنسان، فهو يساعد في عملية الهضم، ويعمل على نقل العناصر الغذائية إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا الدور مهم للغاية، ويعمل على توازن الجسم، وذلك بتنظيم عمل الإلكترولايت وهي عبارة عن مادة سائلة تدخل في تركيبة الخلية العصبية، ومن مهامها نقل الأوامر العصبية من وإلى أعضاء الجسم المختلفة، بالإضافة إلى أن الماء يعمل على إعطاء السيولة للدم، فبذلك يساعد القلب على ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم”.


وتابع: “هناك فوائد عديدة لتناول الماء على الصحة؛ أهمها تعزيز صحة الجهاز المناعي، والمحافظة على صحة الجسم وحمايته من الالتهابات والألم، وتعزيز صحة البشرة والمحافظة على نضارتها وجمالها، والمحافظة على صحة الجهاز الهضمي وحمايته من التقرحات والالتهابات، كما يعمل على الوقاية من اضطرابات الجهاز الهضمي ومشاكل الإمساك”.

وخلص مير إلى القول: “يجب الحرص على تناول ما يتراوح بين 8 إلى 10 أكواب ماء في اليوم، مع الحد من مشروبات الكافيين كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية، وطبعاً تختلف كمية حاجة الفرد لتناول الماء عند ممارسة الرياضة وعند القيام بأعمال شاقة، وأيضاً الأشخاص الذين يعملون في الميدان مطلوب منهم الحرص على تناول الماء بشكل معتدل؛ لتجنب الجفاف”.

من جانبه، قال طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي: إن تناول الماء مهم جداً لصحة الإنسان بشكل عام والجلد والبشرة بشكل خاص في جميع المواسم الحارة والباردة، وخصوصًا كبار السن والأطفال، وذلك للوقاية من الأمراض المختلفة، التي من الممكن أن تصيب الفرد، كما أن تناوله يعمل على منع وإزالة السموم بالجسم، ويساعد على حماية الجهاز الهضمي من الاضطرابات، والأطفال بحاجة إلى الماء لحمايتهم، إذ تكمن أهميته للأطفال في مساعدتهم على تقوية الذاكرة، وزيادة القدرة على الحفظ وتقوية المخ، والوقاية من حالات الجفاف، التي تكون ناتجة عن النقص في الماء والسوائل بالجسم، وتجديد خلايا الجسم، كما أنه مهم لحماية كلى الأطفال، والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، والتخلص من السموم التي توجد في جسم الطفل.

واختتم شاولي بقوله: “هناك بعض التوصيات التي تشير إلى أن استهلاك الماء يومياً يكون حسب العمر، ولكن بالنسبة للأطفال، فإن الأمر مختلف قليلاً، إذ يجب ألا ينتظر الوالدان حتى يشعر الطفل بالعطش؛ لذا يجب توجيه الأبناء إلى تناول الماء بشكل معتدل حتى لو كانت الأجواء باردة، إذ تشير التوصيات العالمية بتناول الأطفال ما يلي من الماء: الأطفال من سن 5 – 8 سنوات 5 أكواب من الماء يومياً، والأطفال من سن 9 – 12 عاماً 7 أكواب من الماء يومياً، والأطفال في سن البلوغ (13 – 18 عاماً) فيحتاجون من 8 – 10 أكواب من الماء يومياً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *