في أمسية نقدية نظمها مركز دراسات البحر الأحمرالتابع لدارة الملك عبدالعزيز، أُقيمت ورشة
أسئلة الرواية التاريخية – قدمها د٠ عبدالله العقيبي و عقدت في بيت الشربتلي بمنطقة جدة التاريخية لمدة ساعتين ضمن ترتيبات الشريك الأدبي إحدى مبادرات وزارة الثقافة حضرها العديد من المهتمين من الأكاديميين والكتَّاب والإعلاميين .
كان تركيز الورشة النقدية على أنماط التجريب في الرواية السعودية ، واتصفت الورشة بمشاركة المهتمين كل في مجاله حول التجّريب في الرواية السعودية والذي يعتبر منابر الأنماط السردية وأكثرها حداثة حيث جاء التجريب في الرواية عامة والسعودية خاصة بعد مرحلتين مرّت بهما ، هما المرحلة التقليدية المتصفة بالتعليم والوعظ والإرشاد ، ثم المرحلة الحديثة والتي من شأنها التعبير عن الوعي الفني المتطور في المفهوم النقدي الحديث.
وجاءت الرواية التجريبية المهتمة بالتعبير الفني أولاً والتاثيرعلى المضامين الروائية ثانياً.
وإذا تساءلنا ما هو التجريب ، وما المقصود بالتجريب مع التوضيح بالفارق بين التجربة والتجريب هنا بالرغم من اشتراكهما في الاصل اللغوي، ولكن نجد أن الدلالة باعدت بينهما مع الزمن.
والمعروف أن التجريب عرف في مجال العلوم التطبيقية أولاً قبل العلوم النظرية والأدب خاصة
وأحيلكم هنا إلى كتاب: (أنماط التجريب في الرواية السعودية )والذي وضح فيه الناقد الدكتور عبدالله العقيبي – تفاصيل الإصطلاح وتاريخه واستخدامه في العلم النظري والأدب خاصة في مجال الرواية في المملكة العربية السعودية حيث نجد تفصيلاً للأنماط الحديثة في الرواية التجريبية السعودية وقد حدّدها بسبعة أنماط رئيسية هي :
نمط التناصّ ومثال ذلك رواية ( حبى ) لرجاء عالم.
النمط العددي رواية ٧ لغازي القصيبي .
النمط العجائبي مثل رواية حوجن لابراهيم عباس .
نمط المفارقة ومثلها رواية الحمام لا يطير في بريدة ليوسف المحيميد.
النمط الاستعاري مثل رواية الأيام لا تخبئ أحداً لعبده خال .
النمط الشاعري ومثلها رواية الغيمة الرصاصية لعلي الدميني.
النمط الكابوس مثل رواية الحالة الحرجة لعبد العزيز محمد.
ويضيف الدكتور العقيبي مقدم الندوة إن المتابع للسرد الروائي السعودي يلاحظ اتساعه وتنوّع أشكاله وتعدّده وفي وصفه لكتابه الذي وزعه على الحضور أوضح أن هذا الجهد البحثي غير مكتمل وهو بطبيعة الحال يحتاج إلى مزيد من المقاربات على أمل أن تكون نتائجه انفتاحاً على مشاريع بحثية جديدة ، انتهى حديث د. عبدالله العقيبي .
و يسرني التأكيد و بعد حضوري هذه الورشة النقدية التي دعيت إليها ( وخاصة بعد محاولاتي القصصية لثلاث مجموعات نشرت منذ أعوام ) أنها أضافت إلى معرفتي الكثير عن واقع الرواية السعودية ومستقبلها وكذلك توضيح فنياتها وأنماطها ولاأنسى هنا أني لا أتفق مع اصطلاح – التضحية بالقارئ – والذي تقدم عنوان الكتاب مجال الورشة وربما هذا أحد اشكالاتي مع النقد معترفاً بعجزي حالياً عن اقتراحي لاصطلاح بديل ، ولا أنسى في الختام شكر مقدم الورشة و الجهات الثقافية أهل المبادرة ، وإلى مزيد من المشاركات الثقافية الناضجة الملهمة للجميع
sal1h@