حَدَثَان عالميان بارزان يكرِّسان مكانة المملكة قِبلة للعالم ومحوراً للكون، ويرسِّخان دورها الريادي والمحوري ،والثقة الدولية التي تُحظى بها، هما :تنظيم معرض إكسبو 2030 ،واستضافة كأس العالم 2034 ، ما يجعل من السعودية وجهةً مثاليةً لاستضافة أبرز المحافل العالمية.
وقبل هذا بكثير، منذ النداء الأول: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فجٍّ عميق) ، كان المسلمون يأتون إلى المملكة من مختلف أرجاء العالم ،ويجتمعون في كل موسم حج عاماً إثر عام في المشاعر المقدسة :(فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم)
الحدث الأول يتمثّل في فوز المملكة متخطية كوريا الجنوبية وإيطاليا ب (119) صوتاً من أصل (173) يمثلون أعضاء الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض في باريس ،باستضافة معرض إكسبو 2030 بمدينة الرياض، لموقعها الإستراتيجي كجسر مهم يربط قارات العالم ببعضها بعضاً ؛ الأمر الذي يجعل منها وجهة جاذبة لأبرز المحافل الدولية والإستثمارات العالمية والزيارة، وبوابةً للعالم، فيما تشكّل معارض إكسبو الدولية ،أكبر منصّة عالمية لتقديم أحدث الإنجازات والتقنيات، والترّويج للتعاون الدولي في التنمية الاقتصادية والتجارة والفنون والثقافة، ونشر العلوم والتقنية.
سمو ولي العهد، أكد أن الرياض جاهزة لاحتضان العالم في إكسبو 2030- بمشيئة الله-، ووفائها بما تضمنه الملف من التزامات للدول المشاركة ، لتحقيق الموضوع الرئيس للمعرض :“حقبة التغيير .. معًا نستشرف المستقبل”، وموضوعاته الفرعية :“غد أفضل، العمل المناخي والازدهار للجميع”
وقال سموه: “ستتزامن استضافتنا لإكسبو 2030 مع عام تتويج مستهدفات وخطط رؤية السعودية 2030، حيث يعدّ المعرض فرصة رائعة، نشارك العالم خلالها الدروس المستفادة من رحلة التحول غير المسبوقة.
ويتمثّل الحدث الثاني في اختيار المملكة لإستضافة نهائيات كأس العالم 2034 ، والذي لم يكن مفاجأة ،مثلما جاء ذلك على لسان “جياني إنفانتينو” رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ،
أثناء زيارته الأخيرة للرياض،مؤكداً إستضافة السعودية رسميًا لنهائيات كأس العالم، كصاحبة
العرض الوحيد ،بعد أن سحبت أستراليا رغبتها في استضافة الحدث العالمي ، الأمر الذي يتيح للسعودية إبهار العالم بقدرتها على إنجاح تنظيم الأحداث العالمية ، ممّا سيجعلها محطّ أنظار الجميع على المستوى العالمي ، ومحطة لجميع الثقافات والجنسيات والتبادل الثقافي.
المملكة منذ البداية ، إستثمرت في الرياضة ، وقد أشاد ولي العهد، بنمو الاستثمار والاهتمام الرياضي في السعودية ،حتى أصبحت المملكة بوصله عالمية لجميع الأحداث الرياضية المهمة وحققت نجاحات متواصلة في استضافة أبرز الأحداث الرياضية العالمية.
ولصناعة مجتمع رياضي حيوي بأعلى معايير جودة الحياة،دشّنت وزارة الرياضة العام 2021م أضخم منافسات سباق المحركات “داكار 2021” للموسم الثاني على التوالي، بمشاركة أكثر من 500 متسابق من مختلف دول العالم بمسافة تزيد على 7600كم، حيث مرّ السائقون على 10 مدن سعودية، هي: جدة وبيشة ووادي الدواسر والرياض والقيصومة وحائل وسكاكا ونيوم والعلا وينبع.
وفي هذا الشهر بإذن الله تستضيف المملكة كأس العالم للأندية بمشاركة نادي الاتحاد السعودي.
وقبل فترة كانت المملكة محطّ انظار الجميع في الملاكمة واللقاء العالمي بطل العالم تايسون فيوري وفرانسس ناغانو واللقاء العالمي الآخر في المصارعة الذي جمع بين جون سينا أمام سولو سيكوا في عرض كراون جول في السعودية وخسره جون سينا .
كما أصبحت المملكة تنظم مسابقات عالمية لرياضة الغولف والتي لم تكن معروفة في السابق على
الصعيد المحلي ،ولا ننسى استضافة وتنظيم منافسات الفورملا ون ،بالإضافة إلى استضافة مباريات السوبر الإيطالي والسوبر الأسباني وغيرها من المباريات العالمية والمصارعة العالمية وتنظيم كأس أمم آسيا 2027 ،ودورة الألعاب الآسيوية “الرياض 2034” التي حظيت المملكة بتنظيمها لأول مرة في تاريخ السعودية.
وإذا أضفنا إلى كل هذه الأحداث مجتمعة ،محادثات السلام الأوكرانية الروسية ومحادثات جدة لوقف إطلاق النار في السودان ،وقمة دول مجلس التعاون الخليجي، ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) والقمة العربية والقمة الافريقية ، يتأكد لنا بما لايدع مجالاً للشك ،أن العالم يمرُّ من هنا ، وأن السعوية أضحت قبلة ومحطّ أنظار العالم ، وانها تسير بخطىً ثابته وسط أمواج متلاطمة من حولنا، وإضطرابات وقلاقل،نحو التنمية وتحقيق أهداف الرؤية 2030، في ظل قيادة رشيدة تعمل ليل نهار لتحقيق الأمن والإستقرار الإقتصادي ،ما يصير المملكة العربية السعودية أعظم قصة نجاح في القرن الواحد والعشرين) كما قال ذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حوار سابق مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، ويرتفع سقف الطموح ، ولا نملك إزاءه إلا أن نقول: “يا بلادي واصلي”.
jebadr@