جدة – ياسر خليل
فعاليات تاريخية متنوعة وفريدة من نوعها، شهدها مهرجان الممالك القديمة على مدار الأيام الماضية، وثقتها “البلاد” في جولات عدة، وقفت خلالها على هذا التراث العتيق والحضارات التي شهدتها المنطقة. ومن ضمن الفعاليات، فعالية “مساء عكمة”، التي تضمنت تجربة استثنائية، تتألف من 3 مراحل؛ أولها المشاركة في فعالية للنحت على الأحجار، ثم جولة برفقة مرشد سياحي مُختص لاستكشاف المضيق ونقوشه التاريخية، ثم تنتهي الجولة بما ذكرناه سابقاً، وهو العرض الضوئي بجهاز الإسقاط الضوئي فوق جبل عكمة.
ويعد جبل عكمة أحد أبرز المواقع التاريخية في محافظة العلا، ويصنف كأكبر المكتبات المفتوحة في الجزيرة العربية؛ كونه يضم المئات من النقوش الأثرية والمنحوتات الحجرية التي تم تدوينها منذ آلاف السنين على امتداد الجبل في عصور وحضارات مختلفة. كما تعود معظم النقوش التي عثر عليها في الموقع، التي يتجاوز عددها الـ300 نقش، إلى النصف الثاني من الألفية الأولى قبل الميلاد. وتضم هذه المعالم العديد من الرموز والنقوش التي تشير إلى الكثير من الكلمات والطقوس الدينية والأنشطة والتعابير البشرية خلال حضارات عدة عاشت في العلا.
وعندما تتجول في وادي النعام، وتحديداً في منطقة النقوش الإسلامية، تجذبك هذه التدوينات الأثرية، التي تحكي تاريخ وأحداث لم يشهدها الأجيال الحالية، وتنقل لنا ثقافات من أزمنة قديمة.
تبين هذه المنطقة مراحل الكتابة بأنواعها، بدءاً من العربية القديمة مثل” الدادانية والثمودية والآرامية”. تلي ذلك، مراحل النقوش الإسلامية بداية من الرسم الذي بدوره تطور إلى الكتابة بدون نقاط، ثم الوصول إلى مرحلة الكتابة بالنقاط وذلك بعد الـ 50 هـ. وسمي الوادي بهذا الاسم؛ نظراً لممارسة أهل حضارة دادان التاريخية صيد النعام في هذا الوادي. كما يتميز وادي النعام بطبيعته الساحرة، وتضاريسه المذهلة، وكما ذكرنا سابقاً النقوش التاريخية التي تغطي جباله الشاهقة.
أما موقع الحجر، يعد أكبر موقع أثري محفوظة من تاريخ الحضارة النبطية في جنوب البتراء. ويبلغ عدد المقابر الأثرية في الحِجر 111 مقبرة تشهد بعظمتها على مهارة الأنباط في فنون العمارة، وتُعتبر من أهم وأشهر المعالم التاريخية في العلا. يذكر أن المهرجان يأتي تزامناً مع مرور 15 عاماً على اختيار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لمدينة الحجر التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي عام 2008م.
