في بلادنا – أعزها الله وحفظها من كل سوء ومكروه – العديد من المدن التي تشتهر بزراعة النخيل منذ قدم التاريخ، في مقدمتها، منطقة الأحساء، وبيشة، والقصيم، والمدينة المنورة، والعلا ونجران، وقنونا، وبعض المناطق الأخرى.
وقد اهتمت الدولة – أيدها الله – بهذه الشجرة المباركة، منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له بإذن الله، جلالة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – ومن بعده أبناؤه الملوك البررة الذين اقتفوا أثره، وساروا مسيرته، نهضة وإصلاحاً.
من ذلك العناية بهذه الشجرة المباركة، وظلت وما زالت العناية بمزارع النخيل وتوسيع زراعتها لقيمتها الغذائية والإقتصادية. وأصبحت بلادنا بحمد الله في طليعة الدول المصدِّرة للتمور بأنواعها على مستوى العالم، وتُقام في كل موسم حصاد مهرجانات لإنتاج جميع التمور في المملكة بكميات كبيرة تمثل الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض لدول عربية وغير عربية.
وفي تقرير إخباري نشر في الملحق الزراعي لهذه الجريدة من نجران بتاريخ 19/3/1445هـ بعنوان: ((مليون نخلة في نجران)) والتي عرفت بها منطقة نجران ومحافظاتها، وتوجد المئات من أصنافها نتيجة إكثارها عن طريق النوى عبر السنين الماضية، حيث بلغ عددها بحسب إحصائيات فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بنجران (526.333) نخلة تشكل في مجملها رافداً اقتصادياً محلياً مهماً يعزِّز فرص العمل والسياحة الريفية، وتسهم في دعم الصناعات التحويلية من التمور إضافة إلى استخداماتها في التراث الثقافي والتقليدي للمنطقة، حيث تستخدم في صناعات الأثاث ومواد البناء ، والألياف في صناعة الحصير والسلال والحقائب وغيرها من الصناعات التراثية).
وتحظى زراعة النخيل في منطقة نجران بعناية من فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة وتقديم الخدمات لمزارعيه ( تشمل مكافحة الآفات الحشرية خاصة آفة سوسة النخيل الحمراء إلى جانب تقديم الإرشاد والتوعية من خلال إقامة ورش العمل والدورات الإرشادية بطرق الزراعة والعناية بالنخيل).
خاتمة: لم تقتصر جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة على منطقة دون أخرى بالنسبة للمناطق المشهورة بزراعة النخيل، فجهودها دائبة وحثيثة وشاملة في تقديم الخدمات الفاعلة والمثمرة للعناية بهذه الشجرة المباركة على مستوى مناطق المملكة، وتوفير الوسائل الداعمة لتكاثرها وحمايتها من الآفات التي تعترض نموها ونتاجها، بدليل أن بلادنا تمثل الصدارة في إنتاج التمور هذا العام إستهلاكاً وتصديراً محلياً وعالمياً، وهي من النعم الجزيلة التي أنعم الله بها على بلادنا منذ فجر التاريخ حتى الآن وما يزال تكاثرها ونتاجها في تزايد مستمر بفضل الله ثم بجهود ودعم الدولة أيدها الله لما لهذه النبتة المباركة من مردود غذائي واقتصادي محلياً وعالمياً.
وبالله التوفيق،،