جدة – ياسر خليل
تعاني العديد من الأسر الآن مع أبنائها من عدم استماعهم لتوجيهات الوالدين ، إذ أصبح الأبناء مع ثورة التكنولوجيا بعيدين عن واقع المسوولية. “البلاد” طرحت قضية التربية الأسرية وتأثير التقنيات على طاولة الأخصائيات الاجتماعيات.
بداية تقول الأخصائية الاجتماعية حصة الفريح : تأثير التكنولوجيا على البيئة التربوية الأسرية متعدد الجوانب من ناحية توفر التكنولوجيا إمكانيات تعليمية ومعرفية هائلة، حيث يمكن للأطفال الوصول إلى مصادر معلومات لا حصر لها وتعلم مهارات جديدة ، ومن ناحية أخرى قد يؤدي الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية إلى تقليل التفاعل الوجهي بين أفراد الأسرة، مما يؤثر على القيم والمبادئ التي تنقل عادة من خلال الحوار الأسري والتجارب المشتركة.
وتابعت : التحديات التي قد تواجه الآباء في ظل هذه الثورة التكنولوجية تشمل :
المنافسة على الانتباه ، فالأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية يمكن أن تجذب انتباه الأبناء بشكل كبير، مما يصعب على الآباء جذب انتباههم للموضوعات التربوية ، وبجانب ذلك تقلص السيطرة ، فمع سهولة الوصول إلى الإنترنت، قد يتعرض الأبناء لأفكار ومعتقدات متنوعة، مما يقلل من تأثير الوالدين كمصدر أساسي للمعلومات والقيم ، وأيضاً التحديات السلوكية ، فالاستخدام المفرط للتكنولوجيا قد يؤدي إلى مشكلات سلوكية مثل قلة الصبر والحاجة إلى الإشباع الفوري.
وخلصت حصة إلى القول: لمواجهة هذه التحديات يمكن للآباء تعزيز الوقت الأسري ، فتخصيص أوقات بدون تكنولوجيا لتشجيع التواصل والأنشطة الأسرية ، ووضع قواعد لاستخدام التكنولوجيا ، فتحديد أوقات ومدد استخدام الأجهزة الإلكترونية ، والتعلم المشترك ، فاستخدام التكنولوجيا في أنشطة تعليمية مشتركة بين الآباء والأبناء ، وايضاً القدوة الحسنة ، إذ يجب أن يكون الآباء قدوة في استخدام التكنولوجيا بشكل متوازن ومسؤول ، فمن خلال هذه الإجراءات، يمكن للأسرة الحفاظ على بيئة تربوية صحية ومتوازنة حتى في عصر التكنولوجيا المتقدمة.
وفي السياق تقول الأخصائية الاجتماعية أنوار أنور: عند التعامل مع تصرفات الأبناء التي قد تبدو خارجة عن المفاهيم التربوية، من المهم للأسرة أن تتبع نهجاً شاملاً، ومتكاملًا. فيما يلي بعض الاستراتيجيات الإضافية التي يمكن اتباعها:
فهم السياق: قبل الحكم على سلوك معين، من المهم فهم العوامل التي قد تؤثر على الأبناء، مثل ضغوط النظراء، التوتر النفسي، أو التأثيرات الثقافية.
فضلا ًعن التعزيز الإيجابي، وتشجيع السلوك الجيد من خلال الثناء والمكافآت، مما يساعد على تعزيز السلوكيات المرغوبة. إلى جانب التعليم بالقدوة: يتعلم الأبناء كثيراً من خلال مراقبة الآباء. إذا كان الآباء يتصرفون بطريقة متسقة مع المفاهيم التربوية، فمن المرجح أن يحتذي الأبناء بهذا النموذج. إضافة إلى المشاركة في الأنشطة إذ أن الانخراط في أنشطة عائلية مشتركة يمكن أن يعزز الروابط ويوفر فرصًا للتعلم والتوجيه في بيئة مع الأبناء يمكن أن تكون مفيدة.
من جانبها تقول الأخصائية الاجتماعية هلا العصيمي: تأثير التقنيات على تربية الأبناء متعدد الأوجه ويشمل جوانب إيجابية وسلبية ، فالجوانب الإيجابية تتمثل في :التعليم والتطوير ، إذ توفر التقنيات موارد تعليمية غنية تساعد في تطوير مهارات الأبناء وتوسيع معارفهم ، وايضاً المهارات الرقمية.
أما الجوانب السلبية فتتمثل في الإفراط في الاستخدام ، فقد يؤدي الاستخدام المفرط للتقنيات إلى إهمال الأبناء للأنشطة الاجتماعية والبدنية ، وأيضا التأثير على السلوك ، فالتعرض لمحتوى غير مناسب قد يؤثر سلبًا على سلوك الأبناء ، بالإضافة الى التشتت ، فقد تسبب التقنيات تشتت الانتباه وتقليل التركيز لدى الأبناء ، وبجانب ذلك التأثير على الصحة ، فالاستخدام المطول للشاشات قد يؤثر على صحة الأبناء البدنية والنفسية.