البلاد – جدة
انضمت هواية الصقارة لقائمة اليونسكو في عام 2016م، تحت عنوان “البيزرة.. تراث إنساني حي”، حيث اشتهرت تلك الهواية بين سكان شبه الجزيرة العربية قديماً، وبالحديث عن تاريخ هذا العنصر نجد أنها هواية تقوم على تربية الطيور الجارحة، واستخدامها في بعض الأعمال مثل الصيد، ومع مرور الأجيال تطورت لتصبح جزءاً من هوية الإرث الثقافي للشعوب وتحديداً في المملكة.
ونشأ الصيد بالصقور في الأصل كوسيلة للحصول على الطعام شأنه شأن باقي أنواع الصيد، ثم تطورت هذه الممارسة مع مضي الزمن، حتى باتت ترتبط بالمحافظة على الطبيعة، وصارت جزءاً من التراث الثقافي والمشاركة الاجتماعية داخل المجتمعات، وفيما بينها. ويقوم ممارسو هذا الفن، كل بحسب تقاليده ومبادئه الأخلاقية، بتدريب الصقور وإطلاقها والعمل على توالدها وتكاثرها (ويشمل ذلك طيور جارحة أخرى إضافة إلى البزاة، مثل النسور والأنواع الأخرى من الصقور) وهم بذلك أسسوا لرابط وثيق يربط بينهم وبين هذه الطيور، وصاروا من ثم المصدر الرئيس لحمايتها
وتتنوع ممارسة هذا الفن، المتوافر في الكثير من بلدان العالم، فيما يتعلق بجوانب معينة، مثل نوع المعدات المستخدمة، ولكن لا تزال الأساليب متشابهة، فيما يترافق الصقّارون كمجموعة، وقد يسافرون لمدة أسابيع من أجل ممارسة هذا الفن، ويجتمعون فيما بينهم في الأمسيات لرواية ما عملوه وشاهدوه في النهار. ويعتبر هؤلاء أن الصِقَارة تمثل صلة وصل مع الماضي، لا سيما لدى المجتمعات التي لم يبقَ لها سوى القليل جداً من الصلات مع بيئتها الطبيعية وثقافتها التقليدية.
وتنقل المعارف والمهارات من جيل إلى آخر داخل الأسر عن طريق الإشراف والتوجيه الرسمي والتلمذة أو التدريب في النوادي والمدارس. ولا يُسمح في بعض البلدان بالصِقَارة واكتساب صفة الصقّار إلا بعد اجتياز امتحان وطني، وتوفر اللقاءات الميدانية والمهرجانات فرصة للجماعات، أو المجتمعات لتشاطر المعلومات والتوعية وتعزيز التنوع.