اجتماعية مقالات الكتاب

الطفولة المبكِّرة وهجمة غير مباشرة

لازالت منشآت الطفولة المبكِّرة الصغيرة في معظمها وهي تشكِّل النسبة الأكبر والأهم ،تعاني من تعثُّر غير مسبوق منذ جائحة كورونا. وكثيرمنها كان لها معاناة من قبل ،لكنها لم تتمكّن من تجاوزها أو التغلُّب عليها.أمّا اليوم ، فالمعاناة شديدة ،والمخرج عسير، والمساندة شحيحة أو معدومة.

حقيقةً،رغم ثقتي في وزارتيْ التعليم والموارد، إلا أن وقفتهما مع هذا القطاع ،متردّدة وغير واضحة في عقبات كثيرة. ورغم سلبيات المتابعات من الجهتين وتداخلهما، فنحن نقدّر للجميع حرصهم وجهودهم وتجاوب (بعضهم) ، لكن هناك تبايناً بين متابعات ومخاطبات المسؤولين.

دعوني على سبيل المثال لا الحصر، أذكر خطابات وردتني من مدير التعليم بالطائف الدكتور سعيد الغامدي ،وأخرى من إحدى المشرفات : خطاب مدير التعليم كان خطاباً راقياً رغم أنه رفض ما طلبناه ،لكن كانت مخاطبته أدبية مهنية تليق به وبمن سخروا جهودهم لخدمة التعليم ،بينما كانت خطابات المشرفة، سوداوية لم تتضمن سوى السلبيات. المفارقة بين خطاب مدير التعليم وخطاب المشرفة كبيرة، ممّا جعلني أجد أن من الضروري إعطاء بعض المشرفات دورة في كيفية التعامل والتخاطب مع المستثمرات/ين في التعليم الأهلي ، فهم فئة تقدم خدمة جليلة للوطن وتساهم في بناء أجيال . لذا وبلا تردّد تستحق التقدير. ومع إني أعرف أن المدرسة فيها من الإيجابيات التعليمية والتربوية ما يشيد به الأهالي ،وفيها من الإداريات والمعلمات ، الداعمات للمدرسة رغم كل الظروف.

إنني مهّما تحدثت عن منسوبات المدرسة السابقات والحاليات ، لن أوفيهن حقهن ،كما أنني ممّن عشقوا التربية والتعليم ،وأجدها تجري من عروقي مجرى الدم ،وأبذل مع المخلصات قصارى الجهود ،لتظل المدرسة صامدة ، وتستعيد قدرتها على البقاء .
أنا هنا لا أتحدث عن مدرستي فقط ،بل أتحدث عن كثير غيرها ،فالمعاناة تكاد تكون واحدة والهموم مشتركة. ولا ننكر أن هناك نماذجاً رائعة من المشرفات تستوقفهن الإيجابيات قبل السلبيات ممّا يجعل الواحدة منهن ، تعرف كيف تصيغ عباراتها وتوجيهها فتبني ولاتهدم.

أسلوب التوجيه ،هو في حقيقته مساندة ،وليس تصيّدا للأخطاء، خاصةً تلك الخارجة عن إرادة المنشأة. والحقيقة أن المدارس الصغيرة والطفولة المبكِّرة ، تتعرضان لهجمة لا أعرف خطوطها ولا عناوينها: أهي خطة مدروسة لا نعلمها لترغم هذه المنشآت للإغلاق طواعيةً والخروج من الميدان، أم ماذا ؟
نحن بحاجة لأن نفهم ،ففي خضم الرغبة الكبيرة في تصحيح الوضع وترتيب الأوراق ،تنهال الغرامات بعشرات الألوف!
رغبنا في افتتاح فصول البنين، فتم رفض الطلب بسبب
شهادة الدفاع المدني.ورغبنا في استغلال المبنى مساءً لدروس تقوية، تم رفض الطلب لنفس السبب ، علماً
بأن إجراءات شهادة الدفاع المدني معقّدة ، فضلاً عن أن إيقاف الخدمات وحجز الحسابات ، معضلة شرسة ،ما يعني تعّجيزاً متعمّداً.

سؤال هام يطرح نفسه هنا بقوة :أين الجهة التي تعني بحلّ مشكلات التعليم الأهلي وخروجه من الأنفاق؟ ففي طريق الحلول،وُضعت عقبات جعلت التعليم الأهلي بين (السندان والمطرقة). ولعلّ ما يخفِّف علينا ، تلك النتائج التي يلمسها الأهالي ويقدرونها ،وحب الصغار لمدرستهم وتعلُّقهم بها ،فتأتينا كالنسمة العليلة في اليوم
شديد الحرارة. فأين كل ذلك من رؤية 2030؟
دمتم يا أهل التعليم الأهلي مناضلين من أجل التربية والتعليم ما استطعتم.

@almethag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *