البلاد – جدة
باتت المملكة رائدة لأبرز المنافسات الرياضية، مطلقة مؤخراً بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ما يجعلها قبلة لأنظار المجتمع الرياضي والمهتمين بالألعاب التي عرفتها المجتمعات والحضارات البشرية منذ الأزل، واستخدمتها كوسيلة للترفيه والتعليم، وتطورت هذه الألعاب بتطور المجتمعات لتتحوّل من ألعابٍ بدائية على الألواح والأوراق، إلى ثورةٍ تكنلوجية متقدمة، تنوّعت معها هذه الألعاب، وتعددت وسائل استخدامها، وباتت واحدةً من أبرز وأهم الصناعات في عصرنا الحالي.
لعبة “سبيس وار” التي أطلقتها “أنالوج كومبيوترز” في عام 1962م، تعتبر هي البداية الحقيقية لصعود عالم الألعاب، حيث ولّدت هذه اللعبة البسيطة، المرتكزة في فكرتها وجولاتها التنافسية على بيئة تخيلية لعالم الفضاء، فكانت إشارة البدء لانطلاق صناعة أكبر للألعاب الإلكترونية وتحديداً في عام 1977م، بإنتاج جهاز” الأتاري” الذي حقق انتشاراً واسعاً على المستوى الدولي، بينما واصلت الألعاب الإلكترونية تقدمها ببطء خلال السبعينيات ثم الثمانينيات، فظهرت ألعاب أخرى أكثر تطوراً، منها: سوبر ماريو، دونكي كونغ، سونيك، بونج، ليجسي أوف كاين، اليكس كيد، ستريت فايتر، درايفر، فاينل فانتاسي، كول أوف ديوتي، وغيرها الكثير.
وتعتبر بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- حفظه الله- خطوة طبيعية تالية في رحلة المملكة؛ لتصبح المركز العالمي الأول للألعاب والرياضات الإلكترونية، وفقاً لسموه، حيث ستقدم تجربة لا مثيل لها، تفوق ما هو متعارف عليه في القطاع، كما أكد أن البطولة ستسهم في تعزيز التزامنا بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، بما في ذلك تنويع الاقتصاد، وتعزيز قطاع السياحة وتوفير الفرص الوظيفية في مختلف القطاعات، وتقديم ترفيه عالي المستوى للمواطنين والمقيمين والزائرين على حد سواء.
وستكون هذه البطولة رافداً رئيساً في تحقيق مساعي إستراتيجية قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، والمساهمة في تحقيق أكثر من 50 مليار ريال للناتج المحلي بحلول عام 2030، وتوفير 39 ألف فرصة عمل جديدة في القطاع، وتحويل مدينة الرياض إلى عاصمة للألعاب الإلكترونية، كما أنه من المقرر أن تقام البطولة في صالات مغلقة، مصحوبة بالعديد من الأنشطة والفعاليات، لتكون فرصة فريدة في جذب شريحة جديدة من الزائرين المهتمين بقطاع الألعاب الإلكترونية وتنشيط القطاع السياحي في مدينة الرياض خلال فصل الصيف، ما سيسهم بدوره في تعزيز معدلات إشغال دور الضيافة، الذي يشهد عادةً انخفاضاً يصل إلى 16% في فترة الصيف، بالإضافة إلى انخفاض الإنفاق السياحي بنسبة 18 % في فترة الصيف. وتوفر البطولة فرصة لتعويض التراجع الملموس في معدل الإنفاق في المطاعم والمقاهي الذي يصل إلى 13 % في فترة الصيف ومعدل الإنفاق الاستهلاكي الذي يصل إلى 9 % في فترة الصيف.
ويأتي إطلاق المملكة لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية تأكيداً على مساعيها المتواصلة لتحقيق مستقبل أفضل للقطاع، واستكمالًا للإنجازات المستمرة في الفعاليات الترفيهية والرياضية، وتتويجاً للنجاح الكبير الذي حققه “موسم الجيمرز” في نسختيه الأولى والثانية، خاصة وأن غالبية سكان المملكة من جيل الشباب، الذين يولون اهتماماً كبيراً بالألعاب الإلكترونية.
وستوفر البطولة بيئة محفزة تدعم نمو منظومة القطاع، وتمكن استدامته. وستشمل البطولة الألعاب الأكثر شعبية عالمياً في مختلف الأنماط، وتوفر جوائز مالية تعد الأعلى في تاريخ الرياضات الإلكترونية. وسيتم اتباع نموذج جديد ومبتكر لنظام البطولة؛ بهدف تتويج النادي الأفضل في العالم على مستوى الألعاب المشاركة كافة في البطولة، الذي سيخدم بدوره في تنمية واستدامة أندية الرياضات الإلكترونية.
وعبر متحف تاريخ ألعاب الفيديو، استعادت منطقة مطوري الألعاب في وقت سابق أجواء الماضي الجميل، وأعادت زوارها في رحلة مشوقة وممتعة عبر الزمن؛ إذ سُلطت أضواؤها على التطور الهائل الذي مرَّت به الألعاب خلال الخمسين عاماً الماضية، مُنذ بدايتها إلى التقدم الهائل التي تشهدها اليوم، حيث بدأت في السبعينيات بأجهزة مثل “أتاري” و”كومودور 64″ مع الرسومات والقصص البسيطة، وتطورت بعد ذلك لتصبح ألعاباً احترافية بصناعة ضخمة في التسعينيات والألفية الجديدة.
واحتوى المتحف على أهم أجهزة الألعاب الإلكترونية في التاريخ، بدءًا من الجيل الأول حتى أحدث أجهزة الجيل الثامن، ويتيح المتحف للجميع تجربة العديد من الألعاب الكلاسيكية على أجهزتها الأصلية، ما يعيد الكثير من الذكريات والانطباعات التي رافقت تجربة اللعب على تلك الأجهزة للجيل الذي عاصرها، فضلاً عن تمكّين الجيل الحالي من العودة إلى حقبٍ زمنية قريبة وبعيدة المدى، في تجربة تفاعلية تثقيفية وترفيهية؛ ليكتشفوا عبرها تطور الرسومات والصوت وخيارات التحكم من الأزرار البسيطة إلى الأجهزة الحديثة التي تعتمد على الحركة واللمس. ويتيح المتحف كذلك تجربة العديد من الألعاب، التي عُرفت في كل مرحلة، بدءًا من الألعاب الكلاسيكية مثل “سبيس إنفيدرز” و “آسترويدز” اللتين صدرتا مع أجهزة الجيل الأول، إلى ألعاب أكثر حداثة.