اجتماعية مقالات الكتاب

أكتوبر «حصة» والنساء

بالتزامن مع دخول شهر اكتوبر والذي يعني تساقط الأوراق الصفراء، وطعم القهوة الممزوجة باليقطين، فإنه يعني لكل نساء العالم شهرالتوعية بسرطان الثدي، هذا الشيطان الذي كان فيما مضى يأخذ عددًا كبيرًا من النساء في كل عام، ولأني إبنة لمتعافية منه، فأني أصحبت أكشف على نفسي شهريًا بصورة ذاتية حتى حدث أن شعرت بكتلة أشعرتني بالتوتّر، فمالبث أن
أخذت موعدًا للكشف عن ماهيتها،وفيما تطلع عزيزي القارئ على هذه المقالة، أكون قد أخذت نتائجي التي أثق بأنها مجرد مخاوف أو أمر بسيط جدًا.

لا أنكر حين شعرت بهذه الكتلة منذ شهرين ،أنني أصبت بالخوف، وأخبرت الصديقة “حصة السبهان” عن مخاوفي الممزوجة بالبكاء كونها متعافية مرتين ومازالت تقاوم، لأني في حقيقة الأمر لم أتجاوز الأيام التي كانت فيها أمي مصابة به، ولذلك فهمت حصة هذا الأمربطبيعة الحال ولم تتركني حتى هدّأت مخاوفي بطريقتها المعهودة بالحب والممزوجة بالكوميديا السوداء المحببة للروح والخاصة بها.

أكتوبر شهر توعية النساء، وأعني أن كل المستشفيات والعيادات الطبية وحتى مراكز التسوق في المملكة تسخّر طاقتها في هذا الشهر بل وتطلق الحملات للكشف عن أنفسهن، والمتصفّح لبرامج السوشال ميديا يرى أن اللون الوردي اكتسح بقية الألوان نتيجة التوعية بهذا المرض،لأنه حسب منظمات الصحة العالمية وضمنها وزارة الصحة السعودية ،يأتي هذا النوع “الأول بين أنواع السرطان شيوعًا في العالم”، ولذلك تنصح بالكشف المبكر عنه حين الشعور بأي أعراض وخصوصا عند بلوغ المرأة سن الأربعين.

لا يمكن لا أحد تجاوز إصابته بهذا المرض بصورة كاملة، حين تكون ذكرياته بين المواعيد وتحت رحمة العلاج الكيماوي بعد رحمة الله تعالى،وما ينتج عنه من تساقط الشعر وفقدان الشهية وآثار أخرى لا أفضّل ذكرها، ليس هذا فحسب، بل إن عائلة المصاب تتأثر بإصابته، حيث تكون أيامهم مملوءة بالقلق والترقُّب والتعب النفسي بالرغم من توفر العلاج له لكن حتى تنتهي جلساته يكونوا متعبين جدًا، حتى ما بعد الشفاء فالوقت كفيل بتعافيهم ممّا مروا به، ولهذا كانت التوعية بهذا المرض. لأنه و بمجرد دخوله لمنزل أحدهم ،يبقى عالقًا في جدرانه وزواياه، حتى وإن كانت حملات التوعية بلون وردي لتخفيف حدّته ،إلا أنه يأخذ جزءاً من جسد المرأة حين تصاب به، ممّا يشعرها بالألم النفسي،فتحتاج لوقت طويل حتى تتجاوزه.

والغريب في الأمر ، أن معظم عائلات المصابين نادرًا ما يقوموا بالفحص عن أنفسهم بالرغم من أنهم عايشوا أيامهم الصعبة مع المرض،وهذا من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الذين عايشوا تلك الفترة، هرباً من المواجهة، ولذلك على الحملات أن تكثِّف نفسها ليس للتوعية فقط بأساليب رقيقة ووردية، بل بصورة جدّية لتجنُّب الإصابة بكل طرق الحماية التي تمنع ذلك.

‏‪@i1_nuha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *