البلاد – جدة
تعمل المملكة على حماية وصون التراث الثقافي غير المادي؛ بهدف التعريف به، وتوعية المجتمع المحلي بأهميته وضرورة المحافظة عليه؛ إذ نجحت سابقاً في تسجيل “حداء الإبل” ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة “اليونسكو”، وذلك بالتعاون مع سلطنة عُمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، في ملف مشترك لتسجيل عنصر “حداء الإبل”، الذي يُعرف بأنه أحد أشكال التعابير الشفهية التقليدية ووسيلة للتواصل بين الإبل ورعاتها.
ووصل عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي التي نجحت المملكة في تسجيلها ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو إلى 11 عنصراً ثقافياً، وهي: المجلس، القهوة العربية، العرضة النجدية، المزمار، الصقارة، القط العسيري، النخلة، حرفة السدو، الخط العربي، حداء الإبل، والبن الخولاني السعودي، وذلك في إطار جهود المملكة لتوثيق التراث الوطني، وتسليط الضوء عليه محلياً وعالمياً، بما يُعزز فرص استمراره وضمان استدامته.
ويعرف حداء الإبل بأنه تعبير شفهي متعدد الألحان، وهي موهبة يتوارثها جيلٌ بعد جيل من ممارسيها، مما يسمح لهم بالتواصل مع قطعان الإبل، التي يتم تدريبها على الاستجابة للأصوات. ويمارس الحداء كل من الرجال والنساء، وهو شكل من أشكال التعبير الحر؛ مستوحى من النثر والشعر. في كثير من الأحيان، يستخدم ممارسو الحداء مجموعة فريدة من الأصوات والتعبيرات التي اعتادت الإبل على سماعها. وفي بيئة صحراوية، يقوم الرعاة باستخدام الحداء لتوجيه قطعان الإبل إلى مراعٍ جديدة لإطعامها.
ويتعلم الأطفال أصوات الحداء ومعانيه من خلال الملاحظة والمشاركة في توجيه القطعان مع أفراد أسرهم. تمنح المزيد من المسؤوليات مع تقدمهم في السن لممارسة المهارات والتقنيات المكتسبة اللازمة لتوجيه القطعان، بينما تمنح مسؤولية ممارسات الحداء مكانة خاصة لممارسيها داخل قبائلهم.
ويأتي تسجيل حداء الإبل في “اليونسكو” ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، تأكيداً على احتفاء المملكة بالإبل، وتقديراً لحضورها في حياة السعوديين، كما يؤسس هذا التسجيل لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة نافذة للتعرف على تاريخ أهل الجزيرة العربية وثقافتهم وتوارثهم للوفاء والاعتزاز بكل ما يمنحهم المساعدة على عيش حياتهم، ويمهد لحضور الصوت والأهازيج من الآن وصاعدًا على المستوى الدولي، كما يشكل حافزًا للنظر المتعمق في علاقة السعوديين بالإبل، ومحاولة فهم الأهمية والمكانة الثمينة عند مختلف أجيال الجزيرة العربية.