الدولية

ليبيا.. شواطئ درنة تئن بالجثث

البلاد – وكالات

بينما يتضاءل الأمل في العثور على أحياء بين آلاف المفقودين، بعد أيام على الكارثة التي ضربت ليبيا، أكد رئيس فريق إنقاذ لإعلام ليبي، أمس (الأحد)، أن عدداً هائلاً من الجثث منتشر على شواطئ درنة، أغلبها متحللة ومنتفخة.
وقال رئيس فريق الإنقاذ:” ارتفاع الأمواج يعرقل جهود الإنقاذ، ونحتاج لمتخصصين في انتشال الجثث”. وفي المناطق المحيطة التي شهدت سنوات من النزاعات المسلحة، حذرت الأمم المتحدة من مخاطر الألغام الأرضية التي جرفتها مياه الفيضانات من مكان إلى آخر وتهدد المدنيين الذين يتنقلون سيراً على الأقدام.
وحذرت منظمات إغاثة من المخاطر التي تشكلها الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة، التي قالت الأمم المتحدة: إن بعضها جرفته المياه والسيول إلى مواقع أخرى سبق أن جرى إعلانها خالية من الألغام.
ورغم أن المتفجرات في ليبيا تعود إلى الحرب العالمية الثانية، لكن معظم المتفجرات خلفها الصراع الأهلي منذ عام 2011م. ومع ضعف الجهود الحكومية لنزع الألغام في مناطق الصراع، بسبب الانقسامات السياسية المتلاحقة، قتل وجرح نحو 3457 شخصاً من الألغام الأرضية ومخلفات الأسلحة المتفجرة بين عامي 2011م و2021م، وفق المرصد الدولي للألغام الأرضية والذخائر العنقودية. هذا وتسببت كارثة الفيضانات بنزوح 40 ألف شخص في شمال شرقي ليبيا، وفق ما أوردت المنظمة الدولية للهجرة، التي حذرت من أن العدد يُرجح أن يكون أعلى بالنظر إلى صعوبة الوصول للمناطق الأكثر تضررا.
وأكد تقرير للأمم المتحدة، نُشر أمس، أن حصيلة الضحايا في درنة وحدها ارتفعت إلى 11,300 قتيل. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نقلاً عن الهلال الأحمر الليبي أن 10,100 آخرين لا يزالون في عداد المفقودين في المدينة المنكوبة. ولفت التقرير إلى أن هذه الأرقام من المتوقع أن ترتفع مع عمل طواقم البحث والإنقاذ بدأب للعثور على ناجين.
وشاهد مسعفون مالطيون يساعدون الليبيين في عمليات البحث في البحر، مئات الجثث في خليج، على ما أفادت صحيفة “تايم أوف مالطا”، من دون أن تحدد الموقع بدقة.
وقال رئيس الفريق المالطي ناتالينو بيزينا: “كان هناك على الأرجح 400، لكن من الصعب القول بصورة دقيقة”، موضحاً أنه كان من الصعب الوصول إلى الخليج بسبب رياح قوية، لكنه أكد أن فريقه تمكن من المساعدة في انتشال عشرات الجثث.
من جهته، أفاد فريق إغاثة ليبي أن عناصره شاهدوا ربما 600 جثة في البحر قبالة منطقة أم البريقة على مسافة حوالي عشرين كلم من درنة، وفق مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بدون أن يحدد إن كانت هذه الجثث ذاتها التي عثر عليها المسعفون المالطيون. وأفادت حكومة شرق ليبيا بأن مسعفاً مالطياً توفي خلال مشاركته في عملية انتشال جثة أحد الضحايا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *