قررت بالأمس أن أعزف عن مشاهدة الأخبار المحبطة والمؤلمة وأتجه الى مشاهدة برامج الإبداع والإبهار الإلهي في الكون ، وصادف أن شاهدت فيلمين تسجيليين الأول عن الفضاء الفسيح والمجرات والآخر عن أعماق البحار وعظمة مخلوقات المولي عز وجل وإعجازه.
ولحسن الحظ أن الفيلمين إستعرضا جمال الكون الأسطوري في السماء وأعماق البحار: الأول كان من نتاج لمعان المجرات والنجوم وهي تولد وتتمدد وتموت بدرجات ألوانها المبهرة وتحلل إضاءاتها من خلال السحب والغازات المحيطة بها وحركتها الحلزونية أو البيضاوية.
حتى إنفجارات النجوم لها بريقها وسحرها!
أما الوثائقي الآخر، فكان عن أعماق البحار والمحيطات وتتجلّى فيه معجزات الخالق عزّ وجلّ في التشكيلات الكورالية وسحر تكوينها وألوانها، بالإضافة الى أشكال الحياة البحرية وتغير ألوانها وحركتها وطريقة عيشها وحماية نفسها.
ويظل العامل المشترك بين ما رأيت في السماء وأعماق البحار، هو إبهار الألوان اللانهائي حيث لا يختلف الأمر عمّا هو عليه من سطح الكرة الأرضية. إنها سيمفونية ألوان الأشجار والطيور والفراشات ولون شفقيْ الشروق والغروب.
وليس بغريب أن تثبت الدراسات الخاصة بسيكلوجية الألوان ، أنها تلعب دورا أساسياً في إستجابتنا للأشياء من حولنا ،حيث أن لها تأثير مباشر على مشاعرنا وأحاسيسنا والطريقة التي نفكر بها، وكيفية التفاعل والتواصل مع بعضنا بعضاً ،والطريقة التي نرى بها الحياة، بل وتؤثر على تعلقنا وشرائنا للأشياء.
وتعتبر الألوان وسيلة للتعبير عن مشاعرنا، فنقول مثلا: اليوم أرى الدنيا وردية .. أو النامسية كحلي .. حيث أن توصيف سيكلوجيتنا بالألوان ،يعتمد علي الجوانب البيلوجية وطريقة تكيّفنا معها ومدي تأثرنا بالبيئة المحيطة والعادات والمفاهيم في ترجمة معاني الألوان ،فمثلا بعض القبائل ترمز للموت باللون الأحمر وأخري ترمز له باللون الأسود وهكذا.
ويستجيب البشر للألوان وفق لمعانها وإضاءتها وظلالها ودرجة لونها ورقتها أو كثافتها.
وتنقسيم الألوان الى نوعين: باردة مثل الأزرق والبنفسجي والأخضروتعبر عن الهدوء والسكينة والإحتواء، وأخري ألوان دافئة مثل الأحمر والبرتقالي والأصفروتعبر عن السعادة والتفاؤل والطاقة والحيوية.
أخيراً ،الألوان لغة التواصل القوية دون كلمات.