متابعات

مدير مركز طب وبحوث النوم بجامعة المؤسس لـ(البلاد): الأرق المزمن يستوجب التشخيص الطبي

جدة ــ ياسر خليل

أكد استشاري أمراض الصدر وطب النوم ومدير مركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي ، أن بعض أفراد المجتمع للأسف يكسرون قاعدة النوم الصحية من خلال السهر الطويل دون وجود دوافع لذلك مثل نوبات العمل أو الشفتات المسائية ، مبيناً أن كسر النظام الصحي للنوم له تبعات خطيرة على صحة الفرد وقد تظهر بعضها على المدى القريب أو البعيد.

وقال هناك انعكاسات سلبية تترتب على صحة الإنسان من السهر الطويل أهمها ضعف المناعة وتقلب المزاج وحدوث اضطرابات في قراءات السكر والدهون وضغط الدم، إضافة إلى التوتر العاطفي والتسرّع وعدم الانضباط في إتخاذ القرار، إلى جانب تحّفيز الشعور بالجوع والإحساس المستمر بالرغبة في التهام المزيد من الطعام وبالتالي زيادة الوزن.

وتابع إن أهمية النوم مبكرًا ليلاً وعدم السهر تكمن في ضبط هرمون الميلاتونين الذي يفرز ليلاً ويكون في أعلى مستوياته في ساعات الليل المتأخرة ، إذ إن وظيفة الميلاتونين الرئيسية في الجسم هي تنظيم دورات الليل والنهار أو دورات النوم والاستيقاظ، ويكون الظلام سبباً في إنتاج الجسم للمزيد من الميلاتونين، ممّا يشير إلى استعداد الجسم للنوم والرغبة فيه.


وعن شكوى البعض من الأرق ،أوضح أن الأرق هو صعوبة الدخول في مرحلة النوم ، و ربما يعود لاعتبارات ضغوط وظروف العمل أو زيادة الأعباء التي تجعل الفرد في حالة نفسية متقلِّبة ، ممّا ينعكس أثر ذلك سلبًا على النوم الصحي وجودته ، ويمثل الأرق أكثر اضطرابات النوم انتشارًا ، وتقريباً الجميع قد عانى من هذه المشكلة في فترة من فترات حياته. ومن الناحية الطبية ، فإن الأرق نوعان : الأول هو الأرق الحادّ والذي يشكو منه الفرد ليلة أو ليلتين أو ثلاث ليال وقد يكون ناتجاً عن مسبّبات عديدة منها ظروف التوتّر وضغوطات الحياة والعمل وغير ذلك من الأمور الإجتماعية اليومية ، وهناك الأرق المزمن الذي يحدث ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل ولمدة أقلها ثلاثة أشهر متواصلة ، وهذا النوع من الأرق يستوجب التشخيص والعلاج لدى أطباء طب النوم لمعرفة مسبّباته.


وعن سلوكيات النوم الصحي التي تشمل جميع أفراد المجتمع مضى البروفيسور ولي قائلاً: لا بد من تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ منه ، والابتعاد عن الجوال والشاشات قبل النوم بمدة لا تقل عن ساعة؛ لأنها تؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم، وجعل غرفة النوم مكانًا هادئًا خاليًا من الضوضاء ذات درجة معتدلة ، مع ممارسة الرياضة قبل النوم بفترة لا تقل عن 4 ساعات، والابتعاد عن المنبّهات مثل القهوة والشاي والتدخين في فترة الليل، مع تنظيم أوقات الأكل وتجنب الوجبات الثقيلة أو الطعام الدسم قبل النوم، والتنفس العميق قبل النوم يساعد على الدخول في النوم.


وعن صعوبة تكيّف البعض مع النوم خلال السفر أو الإجازات مضى “ولي” قائلاً: كل فرد منا لديه جدولة داخلية مخزنة داخل جسده أي ما يعرف بساعته البيولوجية، التي تساعده في النوم ليلًا والاستيقاظ نهارًا ، وفي الاجازات والسفر فإن الأمر يلزمه إعادة ضبط مواعيد النوم إلى أن تصبح معتادة ، وقد تختلف سرعة التأقلم مع الوضع الجديد من فرد إلى آخر؛ ففي حين أن بعضهم لا يجد أي صعوبة في التغيير السريع في نظام نومه، نجد أن آخرين يعانون من هذا التغير لفترات متفاوتة قد تصل إلى أيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *