دعيت إلى مجلس ثقافي أدبي ضم نخبة من الادباء فوجه لي أحدهم هذا التساؤل:البعض يطلق على محافظة أملج الحوراء هل هذا صحيح ولماذا؟ ومالفرق بين محافظة أملج والحوراء …؟
فأجبت بأن هناك اختلافا تاريخيا في الاسم والمكان بين محافظة أملج والحوراء . فالحوراء المدينة التاريخية المشهورة في الكتب التاريخية يرجع تاريخيها إلى الحقبة الرومانية قيل 3000 سنة تقريبا حيث كانت تسمى (لوكي لوما) وهو مايعني حاليا بالمدينة ذات اللون الأبيض وهذه طبيعة أرضها البيضاء فعلا .
وبعدها في العصور الأخرى المتلاحقة سميت بالحوراء لجمالها وبياض أرضها حيث كانت أشهر المواني والمراكز التجارية والحضارية في الجزيرة العربية في ذلك الوقت .
عن آثار الحوراء ، يقول علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله – في أحد كتبه (أعظم مافي آثار الحوراء مبان مبنية من عظام الإبل وحاليا مباني الحوراء مندثرة تحت الرمال بالبيضاء).
ولم يبق إلا ميناؤها المسمى حاليا بمنتزه الدقم.
وآثار الحوراء مازالت موجوده وتم التنقيب مؤخراً عن أجزاء منها وكشف بعض من أسرار هذه المدينة التاريخية والتي تبعد عن محافظة أملج بخمسة كيلو مترات شمالا.
وتتميز الحوراء بعمق تراثها الإنساني والطبيعي ممتزجاً بالعراقة التاريخية المتنوعة في أعماق التاريخ المكتوب في الكتب التاريخية والمنقوش في جبالها ومبانيها التاريخية التراثية .
أما محافظة أملج فهي محافظة حديثة بنيت قبل 200 سنة تقريبا وكانت تسمى أم لج وذلك للجلجة أمواج البحر بالصخور البركانية المنتشرة على شاطئها وتطورت أملج في العهد السعودي الزاهر حتى صارت مدينة حضارية ووجهة سياحية وذلك لتميزها في مناخها وتكويناتها التضاريسية الفريده في تنوعها. هذا باختصار الفرق بين محافظة أملج الحديثة ومدينة الحوراء التاريخية والمطمورة آثارها ومعالمها تحت الرمال بسبب التغير المناخي والسيول المنقولة من وادي سمين . والله أعلم وأعلى .
lewefe@