ا يختلف إثنان على أن معاناة المرضى مع بعض المستشفيات ، مسلسل درامي طويل لا تنتهي فصوله. فهو مؤلم وقاس ومتشعّب. وأسباب ذلك تعود إلى بعض النظم الإدارية المعقّدة وغير الواضحة ،وكوادر بشرية غير مؤهلة بمهارات التواصل والتعاطف الإنساني ، وخدمات إعاشة فقيرة، وعدم الإهتمام بجماليات ونظافة البيئة الداخلية والخارجية للمستشفيات وتكاليف العلاج الباهظة.
هناك فجوة شاسعة بين مطالب المرضى وتوقعاتهم بأن تعاملهم المستشفيات كبشر ، وبين ما تقدمه فعلياً تلك الكيانات . فالمرضى فى حاجة ماسة للمساعدة والدعم والأخذ بأيديهم الى بر الصحة والسلامة والأمان والطمأنينة.
من تجربتي أسوق إليكم بعض الشواهد الفعلية:
** النقص الحاد في الكوادر الطبية المؤهلة التي تتعامل مع الحالات الطارئة التي تستغرق ساعات طويلة وإجراءات إستقبالها متروك لرجال الأمن وليس للتمريض المتخصص.
** الإستهانة بآدمية المرضى ومرافقيهم في أماكن إنتظار غير لائقة في الممرات أو داخل مكعبات زجاجية مختلقة وساعات إنتظار طويلة هدراً للوقت بالرغم من المواعيد . ودورات مياه غير نظيفة وخالية من الصابون والمناديل والتهوية الجيدة ،بالإضافة الى مواقف السيارات غير المظلّلة.
** الأجور المرتفعة التي يطلبها الأطباء الإستشاريون بالإضافة الى سعر التأمين في الكشوفات أو العمليات الجراحية ولا يوجد لها ضوابط نظامية معلنة .
** بالرغم من التقدم التكنولوجي ، إلا أن تواصل المرضى مع الأطباء ،يشكّل معضلة كبيرة لعدم إستجابة الكثيرين منهم للتواصل إلا عن طريق السكرتارية والتي هي عاجزة أيضا عن التواصل مع الطبيب ونقل شكوي المرضى بدقّة .
** لا يدرك العديد من الأطباء أن من حق المريض وعائلته متابعة أخبار سير العمليات الجراحية ومراحلها للإطمئنان على ذويهم وأهمية التحدث مع الطبيب بعد إنتهاء العملية لمعرفة الحالة الطبية والصحية للمريض.
وأخيراً لابدّ من حسم العلاقة المتوترة والمتأرجحة بين شركات التأمين والمستشفيات والتي تضع المريض في حيرة وضياع شديدين في إنتظار الموافقات.
هذا قليل من كثير فهناك حاجة ماسة لقفزة نوعية جديدة لتقييم المستشفيات وإصدارتشريعات حديثة لنظم وإجراءات إدارتها حفاظاًعلى حقوق المرضى وذويهم .