الدولية

السودان.. تحذير أممي من اتساع نطاق الحرب

البلاد – وكالات

وسط تكهنات تشير إلى سيناريوهات متعددة، خرج رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، من القيادة العامة للجيش- حصنه المنيع- بالخرطوم، منتقلاً إلى بورتسودان، في حراك مفاجئ وغير متوقع منذ بدء الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع.
جولة البرهان في العاصمة تتحدى إعلان قوات الدعم السريع محاصرة القيادة العامة للجيش بالخرطوم؛ حيث يوجد قائد الجيش، وتفتح المجال لتكهنات حول خطوة ينقسم خبراء في تقييم أبعادها. وظهر البرهان في مقاطع مصورة، وهو يتجول في قاعدتين عسكريتين في أم درمان غرب الخرطوم. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تداول العديد من المستخدمين السودانيين مقاطع فيديو للبرهان قالوا: إنها داخل قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمال أم درمان. وقال البرهان أثناء الجولة:” نحن نقاتل لا من أجل جهة أو فئة.. وأنا هنا أنقل لكم تحيات القيادة العامة”، مضيفًا: “ما نقوم به هو ليطمئن الناس أن هناك رجالاً في الجيش”.
كل السيناريوهات واردة حين يتعلق الأمر بأزمة السودان المستمرة منذ منتصف أبريل الماضي، حين اندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في صراع لم يضع أوزاره، رغم اتفاقات وقف النار الهشة، ومبادرات ومفاوضات برعاية إقليمية ودولية.
من جهته، نفى المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبد الله، سيطرة “الدعم السريع” على سلاح المدرعات، مبينًا أن القوات المسلحة تسيطر على كل أجزاء السودان، وأن قيادات الفرق والمناطق العسكرية موجودة في جميع ربوع الوطن. ورفض عبدالله التعليق على سير المفاوضات مع الدعم السريع، وكذلك المبادرة، التي أطلقها مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة، وقال:” هذا شأن سياسي وليس من اختصاصي”.
وترجح مصادر أن البرهان يتجه نحو استئصال القيادات الإخوانية من النظام السابق، التي حجبت عنه الوضع العسكري الميداني الحرج، وأغرته بإمكانية تحقيق نصر سريع. خطوة ستكون -في حال تحققها- أحد المفاتيح نحو المفاوضات بين الطرفين المتنازعين، خصوصًا في ظل أنباء تتحدث عن زيارة قد يجريها البرهان لدول الجوار في إطار جهود سياسية للوصول إلى طاولة المفاوضات.
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة من أن الحرب السودانية قد تدفع المنطقة بأكملها صوب كارثة إنسانية. في وقت تقول مصادر: إن الجيش قصف أمس مواقع للدعم قرب القيادة العامة والقصر الرئاسي بالخرطوم، كما قصف مستودع أسلحة وتجمعًا لعناصر الدعم قرب مطار الخرطوم. كما أفاد بأن عدة مناطق شرق العاصمة الخرطوم تشهد قصفًا مدفعيًا مكثفًا على تمركز قوات الدعم السريع. وقال شهود عيان: إن منطقة أم درمان القديمة تشهد ذات القصف مع تحليق مكثف للطيران.
ودوى انفجار عنيف في الخرطوم أمس، وتصاعدت أعمدة الدخان، فيما يرجح أنه استهداف لمخازن سلاح أو وقود. وقالت مصادر صحفية: إن الانفجار نجم عن قصف جوي للجيش السوداني، على مواقع لقوات الدعم السريع، الانفجار وقع في وسط الخرطوم، بحسب مصادر محلية، ولم تتضح تفاصيل أكثر عن الخسائر المادية والانفجار جراء القصف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *