الدولية

السودان.. «كسر عظم» بسلاح المدرعات

البلاد – وكالات

تجددت الاشتباكات أمس (الأربعاء) في محيط مقر سلاح المدرعات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بينما تواصلت الضربات الجوية من طائرات الجيش على مواقع قريبة من المقر، في وقت ردت قوات الدعم السريع بالمضادات الأرضية، وتصاعدت أعمدة الدخان بشكل كثيف إثر الغارة الجوية.
ونشر الدعم السريع فيديو لأحد عناصره، مؤكداً أنهم دخلوا أسوار هذا المقر العسكري الهام في منطقة الشجرة جنوبي العاصمة. كما زعم أن المشاهد مصورة من قلب الموقع الذي شهد لأيام اشتباكات طاحنة، لافتاً إلى أن الهزيمة منيت بعناصر الجيش، وأتلفت وأحرقت دباباته. بالمقابل، نفى الجيش أكثر من مرة خلال الساعات والأيام الماضية سيطرة المهاجمين على هذا المقر، مؤكداً أنه صد كافة محاولات الدعم السريع لدخول سلاح المدرعات.
ويقع هذا المقر في حي الشجرة جنوب الخرطوم، وتقدر مساحته بعشرة كيلومترات مربعة تقريباً، وتعتبر منطقة عسكرية تاريخية، وتضم إلى جانب سلاح المُدرّعات، مصنعاً للذخيرة ومصنع اليرموك. كما يضم مئات الدبابات والمدافع الضخمة، بعضها محلية الصنع من إنتاج التصنيع الحربي، الذي اُستحدث إبان حكم الرئيس المخلوع عمر البشير. وكذلك يضم سبعة ألوية: أربعة منها دبابات، واثنان مشاة، ولواء واحد مدرع خفيف. ولطالما اشتهر بأنه يضم مقاتلين شديدي المراس من ذوي البأس والكفاءة القتالية النادرة.
وتصدر سلاح المُدرّعات بالخرطوم- ولا يزال- المشهد في السودان، حيث تدور بمحيطه “أم المعارك” أو معركة كسر العظم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ إذ يستميت كل طرف في سعيه لبسط سيطرته على أحد أكبر المعاقل العسكرية ذات القوة القتالية الضاربة. ويُعَـد سلاح المدرعات العمود الفقري للجيش السوداني وقوة الصد الأساسية بفصائل القوات المسلحة السودانية. إلا أن هذا المقر مر بمراحل كثيرة منذ استقلال السودان العام 1956م، حتى أصبح وحدة عسكرية مستقلة تحت اسم سلاح المُدرّعات في 1965م. وشكّلت الدبابات الروسية ومنظومة دول أوروبا الشرقية النواة الأساسية لسلاح المُدرّعات. كما ضم قطع سلاح أمريكية الصنع، إبان حكم الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري. وحالياً يمتلك هذا المعسكر مئات الدبابات والمدافع الضخمة، بعضها محلية الصنع من إنتاج التصنيع الحربي. لكل تلك الأسباب يشكل الظفر بمعركة المدرعات بمثابة قيمة معنوية كُبرى لقوات الدعم السريع وقائدهم محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *