اجتماعية مقالات الكتاب

أبناء وبنات الشهداء في عيون الوطن

وصلتني كما وصلت لجميع المستثمرين والمستثمرات رسالة من اللجنة الوطنية للتعليم والتدريب الأهلي والتي تستحثّ الجميع على احتواء أبناء شهداء الحدّ الجنوبي إحتواءً تعليمياً بمنح دراسية تتفق وإمكانيات كل مدرسة، مبادرة رائعة وهي من أقل ما يستحقه أبناء الشهداء الذين قدموا أنفسهم فداءً للوطن، وتركوا فلذات أكبادهم أمانة في عنق الوطن وأهله.

هذه المبادرة من التعليم الأهلي ، هي من صميم الواجب، والإحساس بالمسؤولية تجاه أبناء الشهداء، وقد اقترحت المبادرة تقديم المدارس ما تستطيعه من مقاعد حسب أوضاعها وإمكانياتها ،وكعادة الشعب السعودي بأكمله الذي يسابق الريح في مبادرات الخير، تناقل المستثمرون جميعهم المبادرة بكل ترحاب وتحمّسوا لها مهّما كانت ظروف بعض المدارس، فانخراط أبناء وبنات الشهداء ضمن أعداد طلابهم، مدعاة للفخر والإعتزاز بحماة الوطن، وخدمة يتشرفون بها. وأتوقع أن استبيان المبادرة تمت تعبئته من الجميع . والحقيقة أن أبناء الشهداء هم أبناء الجميع والعناية بهم ومتابعتهم مسؤولية المجتمع بأكمله وليس المقربين منهم فقط . ونعلم جميعاً أن الدولة -حفظها الله – توليهم عناية طيبة لكنهم يظلون بحاجة لعناية فائقة من ذويهم وجيرانهم وبشكل متميز من وزارات الصحة والتعليم والموارد البشرية. هذه الوزارات الثلاث هي الأكثر ارتباطاً بأبناء الشهداء في مسيرة حياتهم إلى جانب متابعتهم من قبل وزارة الداخلية والجميع في الصورة بشكل مشرف والحمد لله. الاهتمام بأسر وأبناء الشهداء مسؤولية مجتمعية فآباؤهم استشهدوا دفاعاً عن الوطن وأهله، هم قاموا بحمايتنا بتوفيق الله ، فيجدر بكل مواطن أن يشارك الدولة في حمايتهم وأن يساهم الجميع في العناية بهم لأنهم أمانة غالية جداً.

أسر الشهداء يفخرون باستشهاد أبنائهم فداءً للوطن، وسيظل أبناؤهم فخورين بآبائهم ،ومن يفخر باستشهاد أبيه فداء ودفاعاً عن وطنه ،فسيكون يوماً نموذجاً مشرفاً لهذا الوطن. وسيدرك كيف يعيش الشهيد في عين الوطن وقلبه ،وكم يدين له كل المواطنين بحمايتهم وحماية أمنهم بتوفيق الله. مبادرة التعليم الأهلي والعالمي لرعاية أبناء شهداء الواجب بالحدّ الجنوبي لم تكن مستغربة من اللجنة الوطنية باتحاد الغرف السعودية فكما تهمها مصلحة التعليم الأهلي والاهتمام بقضاياه المتعددة والشائك بعضها ، تهمها أيضاً المبادرات الوطنية والإنسانية أياً كانت ضمن هذا الوطن المعطاء . فكيف والمبادرة تخص أبناء شهداء الواجب ، مؤكد فداؤهم العيون وليس مقاعد دراسية، وليتنا نستطيع استقبال كل أبناء الشهداء وليس أعداداً محددة فقط لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه.

ولتسمحوا لي بعرض فكرة جالت بخاطري، ألا وهي: شمول القسائم التعليمية لأبناء وبنات الشهداء ،فكثير من المدارس ستشارك في المبادرة بكل محبة ،لكن أكيد ستكون المشاركات حسب المقدرة ، وهذه لن تستوعب جميع أبناء الشهداء ،والذين قد يرغبون في المدارس الأهلية، وأنا على ثقة بأن وزارة التعليم لن تألوا جهداً لخدمة هذه الفئة الغالية ،وسيكون في القسائم التعليمية متسع لمن يرغب.
ومع هذا ،نؤكد لوطننا ولوزارة التعليم ولأسر شهداء الوطن ،أن قلوبنا قبل مدارسنا ترحب بهم.
شكراً اللجنة الوطنية.. ودمتم.

@almethag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *