يجري على لسان علماء وخطباء يوم الجمعة مثل خطبة إمام المسجد الحرام قبل عدة أسابيع مصطلح التنمُّر وهو أن يتفق إثنان في ندوة علمية أو ماشاكلهاعلى إهمال شخص ثالث وعدم إتاحة الفرصة له بالدلو بدلوه،وحرم الخطيب ذلك في الدين الإسلامي ولكنه لم يوردالدليل عليه والذي يتمثل في قوله تعالى:(ولاتدابروا)(وكونوا عبادالله إخوانا)،كماأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”حق المسلم على المسلم ثلاث أن لايحقره ولا يشنؤه ولايكذبه”.
وفي المصطلح الحديث يأتي التجاهل بديلاً لما سبق ولايمنع أن يجد المرء بديلاًعمّن تجاهله ويبقى الحكم لمايثبته عمله ويشهد له أوضده الغير.
إن أصحاب النُهى والعقول النيّرة خاصةً ممّن يعملون في نفس مجالهم أو عملهم.
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى:(لكل شرعةً ومنهاجاً فاستبقوا الخيرات)،والشاهد في الآية الكريمة هو السباق إلى الخير، كما أن التنافس كلمة قرآنية تحمل عمقاً إعلامياً،قال عزّوجلّ:( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). والمنافسة المبنية على التنافس الشريف مرحبٌ بهافي كافة المجالات،ويرقى صاحبها إلى مستوى مرموق يصل به للذروة من العلم والمعرفة فيستفيد ويفيد غيره،والأمثلة على ذلك كثيرة، منها مثلا الرياضة وأبرزها كرة القدم بصفة خاصة وكرة السلة والطائرة ورمي الرمح والقفزالعالي بالرمح..إلى آخره. ويرافق كل ذلك التغطية الإعلامية(صحافة وتلفزيون وإذاعة وفيديو)إلخ.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها، يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب “.
وقال صلى الله عليه وسلم:” من كان يؤمن بالله واليوم الآخرفليقل خيراً أوليصمت”.
والسطو هنا تضجُّر من القرآن والعياذ بالله و يظهر التضجُّر على وجوه الكفار،وقد نرى هذه الصورة في العصرالحديث، لاسيما صورتمزيق المصحف الشريف في السويد والدانمارك بحجة التعبيرعن حرية الرأي، وقد كان في هذه الحادثة الخيرحيث وضع الرئيس الروسي المصحف على صدره احتراماً له كما ورد في أخبارالتلفزيون.
نصر تلو نصر يحققه الإسلام بآدابه فلم يحدث أن مزّق مسلم التوراة والإنجيل على الرغم أن القرآن هوالكتاب الرباني الذي ختمت به رسالات الأنبياء والرسل،و قد مرّ بنا كيف انتصرت اللغة العربية-وهي لغة القرآن-على اللهجات السودانية والتونسية من الإذاعات الموجهة، فلله الحمد و الثناء الحسن.
وتجدرالإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه رأى عمربن الخطاب رضي الله عنه يقرأ من التوراة، فنهاه عن ذلك ولكن لم يأمر بتمزيقه، وفي فتح مصر استأذن عالم قبطي عمرو بن العاص في أن يأخذ من مكتبة الإسكندرية كتب الحكمة فاستأذن عمرو أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له:إن كانت لاتتعارض مع ديننا فعندنا خير منها وإن لم تكن كذلك فاخرجها من المكتبة و لم يقل احرقها كما زعم أحد الباحثين المسلمين-مع الأسف-ولكن المستشرق الفريد بتلر نفى حريق المكتبة لأن المسيحين كانوا قبل المسلمين ولم تحترق المكتبة، وكُتب عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص رضي الله عنهما موجودة في جامعة البصرة في العراق.