متابعات

سرطان الرئة.. القاتل الصامت

البلاد – جدة

يحتفل العالم فى الأول من أغسطس كل عام باليوم العالمى لسرطان الرئة، بهدف خلق الوعى حول أحد أكثر أشكال السرطان شيوعاً الذى يتطور فى الرئتين، حيث يعد سرطان الرئة أحد الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالسرطان فى جميع أنحاء العالم، وهو مصدر قلق خطير للصحة العامة.
ويحث خبراء الصحة على عدم تجاهل العلامات المبكرة لـ”القاتل الصامت”، إذ يعتبر التشخيص المتأخر والخاطئ من العقبات الرئيسية التى تعيق علاج مرضى سرطان الرئة، بينما قالت منظمة الصحة العالمية: “غالباً ما يتم تشخيص سرطان الرئة فى مراحل متقدمة عندما تكون خيارات العلاج محدودة”. ويقول تقرير حديث إن فحص الأفراد المعرضين لمخاطر عالية من شأنه السماح بالكشف المبكر وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير. ويمكن للوقاية الأولية -مثل تدابير مكافحة التبغ وتقليل التعرض لعوامل الخطر البيئية- أن تقلل من الإصابة بسرطان الرئة وتنقذ الأرواح. كما يمكن أن يؤثر الاكتشاف المبكر والعلاج في الوقت المناسب بشكل كبير على النتيجة وتحسين فرص الإدارة الناجحة لسرطان الرئة.


ويعتبر السعال المستمر أو السعال المزمن الذى يستمر لعدة أسابيع أو يزداد سوءاً بمرور الوقت من الأعراض المبكرة الشائعة لسرطان الرئة وقد يكون جافاً أو ينتج مخاطاً. فيما يمكن أن يكون ضيق التنفس أو ضيق التنفس غير المبرر أو صعوبة التنفس، خاصة أثناء الأنشطة البدنية، مؤشرا محتملاً. وقد يسبب سرطان الرئة ألماً مستمراً في الصدر، أو يتفاقم مع التنفس العميق أو السعال، أو يكون موجودًا أثناء السعال أو الضحك.
وإذا تعرض الفرد لفقدان الوزن بشكل غير مقصود دون تغييرات في النظام الغذائي أو النشاط البدني، فقد يكون ذلك علامة مقلقة، بينما يكون التعب أو الضعف المستمر، الذي لا يمكن تخفيفه بالراحة، من الأعراض المبكرة لسرطان الرئة. وقد يكون الصوت الأجش أو الخشن الذي يستمر بدون أي سبب واضح مرتبطاً بسرطان الرئة. في وقت قد تدل العدوى المتكررة أو المستمرة فى الصدر، مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوى، على مشكلة كامنة، بما في ذلك سرطان الرئة.


وظل سرطان الرئة مرضاً نادراً جداً لفترة طويلة، إذ تشير التقارير إلى أن 1-2 % فقط من السكان أصيبوا به حتى منتصف القرن العشرين، لكن في الجزء الأخير من القرن العشرين، تحديداً بعد الحرب العالمية الثانية، شهد هذا المرض ارتفاعاً كبيراً وبحلول التسعينيات فقط أصبح أحد الأسباب الرئيسية للوفيات في العالم.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه في عام 2020م وحده تم تسجيل 10 ملايين حالة وفاة بسبب السرطان، معظمها بسبب سرطان الرئة فقط، بمعدل 1 من كل 6 وفيات في جميع أنحاء العالم. أي كان هناك نحو 1.8 مليون حالة وفاة ناجمة عن سرطان الرئة في عام 2020م، وهو الأكثر بين أي نوع من أنواع السرطان. ومعدل البقاء على قيد الحياة في سرطان الرئة هو الأقل أيضاً، لذا بمجرد الإصابة هناك فرص كبيرة للوفاة.
ووفقا للإحصائيات، فإنه خلال السنوات الخمس الأولى من الإصابة بسرطان الرئة يكون معدل البقاء على قيد الحياة 22 % فقط، وبالتالي فإن أفضل طريقة للإنقاذ منه هي لتجنب ذلك بأي ثمن في المقام الأول فقط.


وأعلنت جمعية السرطان الأمريكية تقديراتها لسرطان الرئة في الولايات المتحدة لعام 2022م كالتالي: 236.740 حالة إصابة جديدة بسرطان الرئة (117.910 عند الرجال و118.830 عند النساء)، و130180 حالة وفاة بسبب سرطان الرئة (68820 بين الرجال و 61360 عند النساء)، سرطان الرئة (ذو الخلايا الصغيرة وغير الصغيرة) هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً، كما يعد سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في الولايات المتحدة، ويشكل ما يقرب من 25 % من جميع وفيات السرطان، بينما يحدث سرطان الرئة بشكل رئيسي عند كبار السن، ومعظم الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكبر، فيما تعتبر فرصة إصابة الرجل بسرطان الرئة في حياته هي 1 من كل 15، وبالنسبة للمرأة يكون الخطر 1 من 17.
ويحدث سرطان الرئة عندما تصبح الخلايا في الرئة غير طبيعية وتتكاثر، وبسبب الحجم الكبير للرئتين يمكن أن تنمو الأورام السرطانية وغالبًا لا يتم اكتشافها لسنوات عديدة. ينتج سرطان الرئة بشكل أساسي عن: التدخين، استنشاق الغازات السامة خاصة غاز الرادون، التعرض للمواد الكيميائية مثل الأسبستوس، التعرض للتدخين السلبي، النظام الغذائي السيئ، نمط الحياة غير الصحي، التلوث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *