متابعات

اللوكيميا.. سرطان قاتل يهدد الأطفال

البلاد – جدة

يعد سرطان الدم واحد من أشهر الأمراض السرطانية التى يصاب بها الكثيرون وخصوصاً الأطفال، لذلك لا بد من إجراء الفحوصات بمجرد الشعور بأى أعراض مختلفة على جسم الطفل، بينما يعتبر سبتمبر شهر التوعية بسرطان الدم أو اللوكيميا وهو نوع من سرطان خلايا الدم والأنسجة التي تنتج خلايا الدم مثل نخاع العظم. ففي الوضع الصحي الطبيعي، تنشأ خلايا الدم في نخاع العظم كخلايا جذعية، وتنضج لاحقاً لتشكل أنواعاً مختلفة من خلايا الدم (حمراء، أو بيضاء، أو صفائح)، وتنتقل إلى مجرى الدم.

من يعاني من سرطان الدم، فيبدأ نخاع العظم لديه بإنتاج خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية التي تدخل إلى مجرى الدم وتبدأ بمنافسة خلايا الدم الطبيعية السليمة، وتمنعها من القيام بوظائفها بالشكل الصحيح، فيما يبدأ سرطان الدم عندما يتغير الحمض النووي (DNA) لخلية واحدة في نخاع العظام ولا يمكن أن يتطور ويعمل بشكل طبيعي، وجميع الخلايا التي تنشأ من تلك الخلية الأولية المتحورة لديها أيضاً الحمض النووي المتحول. ولا يزال سبب الضرر للحمض النووي في المقام الأول غير معروف في جميع الحالات، لكن تمكّن العلماء من تحديد التغيرات في كروموسومات معينة للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بأنواع مختلفة من سرطان الدم، وفقاً لـ”كيلفلاند كلينيك”.


وهناك عوامل تزيد فرص الإصابة باللوكيميا، من بينها: التعرّض لمستويات عالية من الأشعة، التدخين، التعرّض لمادة البنزين (المستخدمة في الصناعات الكيماوية، وفي دخان السجائر)، وأنواع معينة من أدوية العلاج الكيماوي مثل (Etoposide) وأدوية معروفة باسم (Alkylating Agents)، فضلاً عن الإصابة بمتلازمة خلل التنسج النقوي (Myelodysplastic Syndrome) وأنواع أخرى من اضطرابات الدم.

ويعتمد ما يشعر به مريض سرطان الدم جزئياً على نوع سرطان الدم الذي يعاني منه، وذلك وفقا لكليفلاند كلينيك، التي بينت أن الأعراض تتمثل في: شعور الشخص بالتعب بسهولة، وشعوره بالقليل من الطاقة، والضعف، لون بشرة شاحب، حمى، سهولة حدوث الكدمات والنزيف، بقع حمراء صغيرة في الجلد (تسمى نمشات)، وبقع أرجوانية في الجلد، آلام العظام أو المفاصل، تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة أو الإبط أو الفخذ أو المعدة، تضخم الطحال أو الكبد، عدوى متكررة، فقدان الوزن غير المبرر، تعرق ليلي، ضيق في التنفس، ألم أو شعور بالامتلاء تحت الضلوع على الجانب الأيسر، فقدان الشهية أو الشعور بالامتلاء بعد تناول القليل من الطعام، انتفاخ وانزعاج في البطن، وتورم ونزيف في اللثة.


وتتعدد أنواع سرطان الدم، فمنها ما ينمو ويتفاقم بسرعة كبيرة جداً، وقد يهدد الحياة. وفي هذا النوع، يبدأ نخاع العظم بإنتاج أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء غير الناضجة تسمى (Blasts)، والتي تدخل إلى مجرى الدم. هذه الخلايا غير الناضجة تعمل بسرعة على منافسة الخلايا الطبيعية في مجرى الدم، ولا تقوم بوظيفتها في محاربة العدوى، أو إيقاف النزيف أو منح حدوث فقر الدم، ما يجعل الجسم ضعيفا جداً.

أما النوعان الأكثر شيوعاً لسرطان الدم الحاد هما: سرطان الدم المزمن (Chronic Leukemia)، الذي يتطور ببطء ويتفاقم تدريجياً، وقد تحتاج الأعراض لفترة طويلة قبل أن تظهر. وفي بعض الأحيان يتم تشخيص سرطان الدم المزمن (من خلال الفحص الروتيني) حتى قبل ظهور أي أعراض، لأن الخلايا السرطانية في هذه الحالة تكون ناضجة لدرجة كافية للقيام بوظائفها مثل خلايا الدم البيضاء الطبيعية، قبل أن تبدأ بالتفاقم. وهناك نوع آخر يسمى سرطان دم الخلية الشعرية (Hairy Cell Leukemia)، وهو نوع نادر سمي حسب شكله تحت المجهر. ويصيب هذا النوع من سرطان الدم غالبا كبار السن، والرجال بشكل أكبر من النساء، وتشمل أعراضه الأكثر شيوعا الضعف والإرهاق بسبب فقر الدم.


وتعتمد علاجات اللوكيميا على نوع سرطان الدم والعمر والصحة العامة وما إذا كان سرطان الدم قد انتشر إلى أعضاء أو أنسجة أخرى. هناك 5 فئات علاجية شائعة، تشمل: العلاج الكيميائي وهو عبارة عن مواد كيميائية (أدوية) تعطى للشخص، وتقتل خلايا سرطان الدم أو تمنعها من الانقسام. وعادة ما يتم استخدام مجموعة من أدوية العلاج الكيميائي. هذا هو الشكل الأكثر شيوعا لعلاج سرطان الدم.

بينما يستخدم العلاج الإشعاعي حزماً قوية من الطاقة لقتل خلايا سرطان الدم أو منعها من النمو. ويتم توجيه الإشعاع إلى المواقع الدقيقة في الجسم حيث توجد مجموعة من الخلايا السرطانية أو يمكن إعطاء المريض على الجسم بالكامل كجزء من عملية زرع الخلايا المكونة للدم.


كما يستخدم العلاج المناعي، الذي يسمى أيضا العلاج البيولوجي، بعض الأدوية لتعزيز نظام الدفاع في الجسم -جهاز المناعة- لمحاربة اللوكيميا. وتشمل العلاجات المناعية الإنترفيرون، والإنترلوكينات، والعلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الوهمية.
بينما يستخدم العلاج الموجه Targeted therapy الأدوية التي تركز على سمات محددة لخلايا سرطان الدم. وتعمل العلاجات المستهدفة عن طريق منع خلايا سرطان الدم من التكاثر والانقسام، أو قطع إمدادات الدم اللازمة للخلايا لتعيش، أو قتل الخلايا مباشرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *