لم ولن تمر فرصة ذهبية على سياحتنا ورياضتنا أيضًا كهذه الفرصة المتاحة اليوم لنا، وأعني بها بطولة كأس الملك سلمان للأندية، التي تدور رحاها حاليًا في ثلاث مدن من أهم الوجهات السياحية في بلادنا، التي يفترض أن نبذل الغالي والنفيس؛ من أجل إيصالها بأبهى صورها إلى العالم أجمع.
اليوم.. تقام البطولة العربية وسط ترقب هو الأكبر في تاريخها- ليس على مستوى الوطن العربي وحسب- ولكن حتى على مستوى العالم، كيف لا، وهي تقام لأول مرة بالتاريخ، وهي تضم أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق” الدون رونالدو” وكذلك أفضل لاعبي أوروبا 2022م كريم بنزيمة، ناهيك عن بروزوفيتش وروبن نيفيز وكانتي وغيرهم من الأسماء التي لم يكن المتابع العربي يحلم بتواجدهم في بطولاته، ولكنهم اليوم يتواجدون في كأس الملك سلمان رسميًا.
ولكن للأسف، ولأننا في أحيان كثيرة لا نستغل الفرص بالشكل الصحيح، فقد جاء قرار حصرية البطولة وتشفيرها من قبل الناقل الرسمي قنوات(SSC) غير موفق على الإطلاق؛ بل قد يصنف على أنه قرار خاطئ وسلبي جدًا، فالقنوات الناقلة بهذا التشفير لم تصب رياضتنا فقط في مقتل التحجيم، ولكن شمل ذلك سياحتنا، حينما حجبت بالتشفير على مدننا السياحية المستضيفة للبطولة فرصة الانتشار العالمي، وذلك من خلال متابعة العالم أجمع للبطولة، وبالتالي تردد أسماء تلك الوجهات السعودية السياحية في كل قنوات العالم.
للأسف فإن هذا التشفير المبني على مبرر الربح المادي، قد كان بالإمكان الوصول لأرباح أضعاف مضاعفه له من خلال بيع المباريات للقنوات الأخرى على مستوى العالم، التي تطارد رونالدو وكريم والبقية في كل البطولات، وكذلك القنوات العربية التي يتطلع مشاهدوها لمتابعة هؤلاء النجوم العالميين، بالإضافة إلى متابعة مباريات فرقهم.
هذا الإشهار للنقل، وجعله متاحًا لكل العالم، كان سيكون له مردود ضخم جدًا على البطولة من ناحية إشهارها عالميًا، وإظهار المستوى التنظيمي والفني الذي وصلت له، ما قد يجعلها أحد مستهدفات القنوات في النسخ القادمة، وأيضًا سيكون بمثابة إعلان عالمي لوجهاتنا السياحية، والدعم الكامل لها، وهو ما يسعى له الجميع، وتبذل فيه وزارة السياحة الكثير جدًا لتحقيقه، ولكن عندما أتيح لنا فرصة الإعلان عن سياحتنا للعالم، فضلنا أن نشفر هذا الإعلان، ونقتصر فيه على أنفسنا!!
إنني كمواطن، قبل ان أكون متابعًا للرياضة، أتمنى، بل وأطالب بإلغاء التشفير عن ما تبقى من منافسات البطولة، وإتاحة نقلها لكل القنوات العربية على الأقل حاليًا، فالعائد المتوقع من ذلك كبير جدًا على رياضتنا وسياحتنا. أتمنى أن يُتخذ القرار عاجلاً؛ حيث لم يمض من البطولة سوى جولتين.
ختامًا.. من خلال متابعتي للإعلام العربي، لاحظت أن هناك الكثير لا يعلم حتى أين تقع الباحة والطائف وأبها، وكم تبعد عن العاصمة مثلاً، وبماذا تمتاز هذه المدن؟ كل هذا كان بالإمكان إيصاله لكل العالم، وليس العرب فقط، من خلال أيام معدودة، هي أيام البطولة، فهل ندرك حجم خسارتنا جراء هذا التشفير، الذي أتمنى أن يكون لسمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز الفيصل رئيس الاتحاد العربي دور في إيقافه، من خلال صيغة تفاهم تتم مع الناقل، وذلك لمصلحة رياضاتنا وسياحتنا بشكل خاص، وكذلك الرياضة العربية عامة.