البلاد – أبها
شهدت الجولة الثالثة من ملتقى النقد السينمائي الأول التي نظمتها هيئة الأفلام بالتعاون مع هيئة تطوير منطقة عسير تحت شعار “المشهدية والفضاء الطبيعي في الأفلام”، حضورًا لافتًا وتفاعلًا من المهتمين ومحبي السينما في منطقة عسير.
ويأتي مؤتمر النقد السينمائي وجولات الملتقى المصاحبة له ضمن جهود هيئة الأفلام في تطوير القطاع السينمائي بالمملكة بمختلف مجالاته، وذلك ضمن أهدافها الرامية إلى تحويل المملكة لمركزٍ مؤثّرٍ لإنتاج الأفلام والصناعة السينمائية، وخلق بيئة حيوية لصناعة الأفلام، وتمكين المواهب المحلية، وجذب التعاون الدولي في مجال النقد السينمائي. وبدأت الفعالية التي استمرت لمدة يومين بعرض فيلمين وثائقيين، جاء الأول بعنوان “ثمة من لا يخاف حتى من هذا الفراغ” للمخرج سعيد تاجي فاروقي، والثاني بعنوان “الحنين إلى الضوء” للمخرج باتريسيو جوزمان، وذلك في إحدى صالات السينما بمحافظة خميس مشيط.
وفي اليوم التالي استضافت قرية “محمد بن عضوان التراثية” بمركز بيحان في بلّحمر، ورش العمل والعروض التقديمية التي بدأت بورشة “العلاقة التكاملية بين لغة الصوت والصورة” قدمها مصمم الصوت ومؤلف الموسيقى التصويرية إميل عواد، وتعرف فيها المشاركون على أهمية الصوت في السينما، وتأثيره على التجربة السينمائية بكاملها، وشهدت إقبالًا كبيرًا.
بعد ذلك انطلقت الجلسات الحوارية التي أدارها القاص والمترجم علي المجنوني، بورقة قدمها الناقد السينمائي حمادي كيروم، تحت عنوان “تجليات الفضاء الصحراوي في السينما” وتحدث خلالها عن أهمية النقد العلمي في تجويد واستكشاف الأعمال الفنية، إضافةً لعرض رؤية عدد المخرجين العالميين للصحراء وعلاقتها بالبشر الذي يعيشون فيها، مؤكدًا أن الكثير من الأفلام الوثائقية أو الدرامية أبرزت علاقة الحب والتعايش بينها وبين محبيها والعارفين بأسرارها.
من جانبه قدّم الناقد السينمائي أحمد القاسمي ورقة بعنوان “من الفضاء السينمائي المدرك إلى فضاء الهلوسة والرموز”، تحدث فيها عن دور شاشة السينما في تصوير الطبيعة، مستشهدًا بعدة أفلام عربية، مبينًا تأثير كل موقع على البناء الفني للعمل.
وتضمنت الجلسة الثانية كذلك ورقة بعنوان “التاريخ والذاكرة في المشاهد الطبيعية في الأفلام” للمخرجة سميرة القاسم، قدمت خلالها رؤية لبعض الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينية، وعلاقة المكان بالتاريخ والإنسان. يُذكر أن جولات ملتقى النقد السينمائي انطلقت من مدينة جدة في شهر مارس الماضي، مروراً بمدينة الظهران، وصولاً لجولتها الثالثة في عسير، على أن تستمر باتجاه مدينة تبوك، ومن ثم إلى مدينة بريدة في آخر جولاتها قبل انعقاد المؤتمر الرئيس خلال الفترة من 10 إلى 12 نوفمبر المقبل في مدينة الرياض تحت شعار “الفيلم والفن في عالم متغير”.