بناء المستقبل وركوب موجة التقدم والتطور والتحول، رحلة ليست بسيطة أو سهلة، ولكنها أيضا ليست صعبة أو مستحيلة.
بالرغم من وعورة الطريق والخوف من مواجهة الحقيقة، أري أن هناك ثلاثة جوانب تتصارع والإنسان :(الماضي والحاضر والمستقبل)، فهناك من يعتبر الماضي عالمه وذكرياته وتفاعلاته وأحاسيسه هي محطته الدائمة في هذه الحياة ، وبعضنا من يعتبر الحاضر هو منطقة الراحة والإسترخاء والرضا الخاصة به ، وآخرون نجد أن تطلعاتهم لا يحدّها سماء ولا أفق بل هم في بحث دائم ومستمر عن المجهول سواء أكان ذلك خيالاً أو حلماً ،بل ويعملون باصرار على تحقيقه على أرض الواقع، وهم يؤمنون بأنه لاحياة رغدة وسعيدة دون سبر أغوار المستقبل وإكتشافه وبنائه.
المستقبل لا يعني تغيير العالم ، بل هو طوبة أو مسمار أو حتي صامولة أو “برغي” في بناء عملاق لا حدود له في الزمان والمكان والإرادة، وبناءً على ذلك فإن المستقبل يتطلب إستعداداً وسلوكاً ومهارات نعمل على إتقانها، ومنها على سبيل المثال:
– إتخاذ القرار، فبالرغم من شدة إرتباطنا بالماضي والحاضر، يجب علينا أن نعيد برمجة عقولنا ،وأن نقرر الإنطلاق نحو المستقبل ،ونعتبر تجارب الماضي نبراساً نتعلم منها لتفادي الأخطاء المستقبلية .
– التحلل والتخلص من المنطق، إرتباطنا الشديد بالتحليل المنطقي أثناء التفكير في المستقبل يعتبر العائق الأول الشديد والقوة الجاذبة الى الوراء والتي بالضرورة تعيق القوة الدافعة والإنطلاق الى الأمام.
– قرارات اليوم هي حصاد المستقبل، فكلما وظفنا المهارات العقلية وأدوات التكنولوجيا ،ستكون هي الدافع الأساسي لإستشراف المسقبل وصناعته.
وأخيرا، يقول الخبير تشاد هيرست (بتصرف): بناء المستقبل يعني الإستثمار في الحاضر، وأن يعمل الإنسان على بناء خط سير مهني يساعده على النجاح، وأن يكون في بحث دائم عن العلم والمعرفة، وأن يكون مبادراً ومبدعاً، وأن يتخذ قرارات مالية صائبة تضمن له الأمن والإستقرار وراحة البال في المستقبل، وأن يحافظ الإنسان على نفسه وعائلته ومحبيه، وأن يعطيهم الأولوية والأهمية من حيث الرعاية والتعليم والصحة والرفاهية.