متابعات

انتشار مقلق لحمي الضنك عالمياً

البلاد – جدة

ارتفع معدل انتشار حمي الضنك خلال العقود الأخيرة، حيث سجّلت منظمة الصحة العالمية نصف مليون إصابة في عام 2000م لترتفع إلى أكثر من 4.2 ملايين إصابة في عام 2022م، بزيادة 8 أضعاف خلال عقدين من الزمن.

وقال رئيس وحدة أمراض المناطق المدارية بالمنظمة، منسق مبادرة حمي الضنك الدكتور رامان فيلايدهان خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف، إن ما يقرب من نصف سكان العالم معرضون للإصابة بحمي الضنك، مؤكداً إصابة 400 ألف إنسان كل عام.

وأشار إلى أن العدوي الفيروسية تنتقل من البعوض إلى البشر، وأن معظم المصابين لا تظهر عليهم الأعراض، ويشفون في غضون أسبوع إلى أسبوعين، مشيراً إلى أن هناك أدوات جديدة قيد التطوير للوقاية من حمي الضنك ومكافحتها، ومنها اختبارات تشخيص، إضافةً لمضادات الفيروسات قيد التجارب السريرية، مع وجود لقاح في الأسواق، ولقاحات في المرحلة النهائية للتجارب والمراجعة.

وتبذل المملكة جهوداً كبيرة لمكافحة حمى الضنك، حيث تقوم أمانات المناطق بعمل مضني لمكافحة الحشرات، خاصة الحشرات المسببة لحمى الضنك التي تتكاثر خلال الفترات التي تعقب هطول الأمطار، حيث تعمل بكافة طاقاتها للرصد والقضاء على آفات الصحة العامة.

وتشكل الأمانات العديد من الفرق الميدانية المتخصصة، وذلك للقيام بحملات مكثفة للقضاء على بؤر توالد الحشرات، حيث يشمل ذلك جميع أحياء ومخططات مكة المكرمة والشوارع والطرقات وداخل المنازل السكنية، بواسطة عدد من الفرق الميدانية المدربة والمجهزة بأحدث أجهزة الرش الآلي والميكروجين والضبابات وغيرها. كما تقوم بتنفيذ عمليات الرش والمكافحة، مع التركيز على مواقع المرامي المؤقتة والمرادم وسفوح الجبال والمستنقعات المائية، بالإضافة إلى ردم الحفر ورش وتطهير المستنقعات ومجاري الأودية وشفط المياه الراكدة ، كما تشمل الأعمال معالجة بؤر التوالد ومواقع تسربات المياه ورش ومكافحة المواقع المحتملة مثل المباني تحت الإنشاء، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من الأعمال الميدانية والحملات التوعوية للمواطنين بأهمية الحرص على عدم ترك المياه المكشوفة والراكدة في المنازل أو الأسطحة والأحواش.


وتعمل الفرق المتنوعة وفق آلية محددة تشمل القيام بأعمال استكشاف ومكافحة بؤر توالد البعوض داخل وخارج المنازل، ورصد ومعالجة تجمعات المياه والمستنقعات الدائمة ومجاري تصريف السيول ومتابعتها بشكل دوري، ومن ثم تكثيف أعمال المكافحة وتوزيع المصائد الضوئية في المناطق الأكثر كثافة وتغطية الوحدات السكنية بأعمال المكافحة الوقائية، وتكثيف أعمال مكافحة البعوض في المناطق الخارجية باستخدام أجهزة الرش الفراغي، وتحليل بيانات البلاغات وتسديدها في فترة لا تتجاوز 72 ساعة.

وعلى الصعيد الدولي، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إطلاقها بالتعاون مع المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض ومعهد روبرت كوخ شراكة للأمن الصحي في أفريقيا، لتعزيز مراقبة الأمراض والاستخبارات الوبائية، وتعزيز قدرات الأمن الصحي لأفريقيا، مشيرة إلى أنه ستتم المرحلة الأولى في ست دول أعضاء في الاتحاد الأفريقي، هم المغرب وتونس وغامبيا ومالي وناميبيا وجنوب أفريقيا، وسيتم توسيعها لاحقاً لتشمل دولاً إضافية.

وبينت المنظمة أنه تم تسجيل فاشيات واسعة النطاق لحمى الضنك في إقليم الأمريكتين، حيث تم الإبلاغ عن نحو ثلاثة ملايين حالة إصابة واشتباه، مشيرة إلى أن أكثر الإصابات في البرازيل وبيرو وبوليفيا، وقد تم الإبلاغ عن 1302 حالة وفاة .
ودعت المنظمة الدول إلى اتخاذ إجراءات فورية لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري، محذرة من أن موجة الحر التي تضرب أوروبا والجزء الشمالي من العالم لها آثار مدمرة على الصحة والرفاهية، وأن هناك حاجة ملحة للتصدي العالمي الفعال لأزمة المناخ التي تشكل تهديدًا وجوديًا للبشرية.


وفي مؤتمر صحفي عقد في جنيف قال مدير عام المنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم أن عددًا كبيرًا من دول الشمال تعاني من ارتفاع شديد في درجات الحرارة بسبب التغيرات المناخية وظاهرة النينو، مشيراً إلى أن اكثر الفئات الأكثر تضرراً هي الأكثر ضعفاً كالمسنين والأطفال والفقراء والمشردين، موضحاً أن المنظمة بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تدعم الدول للتأهب لموجات الحرارة الشديدة وآثارها على الصحة العامة.


وأضاف أدهانوم أن المفاوضات بشأن اتفاقية عالمية للوقاية والتأهب للأوبئة والاستجابة لها دخلت مرحلة حاسمة مع اقتراب موعد انتهائها، بهدف تقديم مسودة اتفاق إلى جمعية الصحة العالمية في مايو 2024م، مشيراً إلى عقد لجنة الصياغة والتفاوض اجتماعها السادس هذا الأسبوع في جنيف، ومناقشتها حالياً لمسألة الإعلان عن حالات الطوارئ الصحية التي تثير القلق الدولي والأوبئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *