البلاد – الرياض
رسمت قمة “الخليج وآسيا الوسطى” خارطة طريق للتعاون الاستراتيجي التجاري والاقتصادي وتشجيع الاستثمار المشترك، واستكشاف الفرص المتاحة، ومنها قطاع الطاقة المتجددة، والدور المؤثر الداعم لجهود “أوبك بلس” في استقرار أسواق النفط العالمية.
حول ذلك ، أكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة،أن القمة التي استضافتها المملكة، تُمثّل فرصة سانحة لتقوية أواصر التعاون والتكامل في جميع المجالات، وستفتح أبواباً جديدة وواسعة في هذا الاتجاه. في تصريحه عن نتائج القمة ، تناول سمو وزير الطاقة العديد من الجوانب حول تطوير التعاون الخليجي مع دول وسط آسيا وفق ركائز ومعطيات قوية، من أبرزها أن العلاقات تتسم بالتقدير والاحترام المتبادل، والحرص على التعاون في كل ما من شأنه مصلحة الجانبين، وكذلك مصلحة الاقتصاد العالمي.
أيضا التأكيد على أن المملكة تُثمّن عالياً التعاون والعلاقات المتينة التي تربطها بدول وسط آسيا، وترى في ظل العلاقات الأخوية التي تجمعها مع هذه الدول، وكذلك في ظل الخطط التنموية التي تبنتها العديد من جمهوريات آسيا الوسطى، والتي تتطابق في مفاهيمها وطموحاتها مع رؤية المملكة 2030.
تعاون وتكامل
وتعكس استضافة المملكة لقمة “الخليج ووسط آسيا” اهتماما كبيرا من السعودية لترسيخ علاقاتها مع دول وسط آسيا الخمس ، وحرصها على تعظيم المصالح المشتركة ، خاصة في ظل مايجمع الرياض وهذه الدول من روابط وقوية والتقدير لمكانة وامكانات المملكة على كافة الأصعدة.
وتأكيدا لذلك ، أشار سمو وزير الطاقة إلى أن مجالات التعاون والتكامل بين المملكة، ودول الخليج العربية من جهة، وجمهوريات آسيا الوسطى من جهة أخرى، واعدة ومُبشرة بخيرٍ كثير للجميع، سواء في مجال الطاقة وفي غيره من المجالات العديدة، التي تنطوي على المزيد من النماء والازدهار لجميع الدول المشاركة في القمة ولشعوبها الشقيقة.
وبالنسبة للطاقة ، أشار الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى أن اثنتين من جمهوريات آسيا الوسطى، وهما، أذربيجان وكازاخستان، هم أعضاء فاعلون في مجموعة أوبك بلس، التي أثبتت حقائق أسواق البترول العالمية، في السنوات القليلة الماضية، قيمة وأثر جهودها وتوجهاتها المدروسة في تعزيز استقرار الأسواق، والحفاظ على توازنها، ومن ثم حماية الاقتصاد العالمي من الاضطرابات التي قد تؤثر سلباً في نموه ، مشيدا في هذا الصدد بتعاون جمهوريتي أذربيجان وكازاخستان مع بقية الدول الأعضاء في أوبك بلس، والتزامهما تطبيق ما تتفق عليه المجموعة لتحقيق أهدافها.
استثمارات كبيرة
وفي معرض حديثه عن علاقات المملكة بهذه الدول الشقيقة ، أوضح الأمير عبد العزيز أن هناك تعاوناً وثيقاً واستثماراتٍ كبيرةً للمملكة، في قطاع الطاقة في إقليم وسط آسيا، وتحديداً في كلٍ من أوزبكستان، وكازاخستان، وأذربيجان، وخاصةً في مجال الطاقة المتجددة، مُبيناً أن الإقليم يُعد منطقة استثمار مهمة جداً، خاصة في ظل إمكانات الاستثمار المستقبلية المتاحة، والخطط التنموية التي يتبناها عدد من دوله.
وأفاد سمو وزير الطاقة أن شركة أكواباور هي الأبرز وجوداً في منطقة وسط آسيا، من خلال مشروعاتها في الطاقة المتجددة، موضحاً أن مشروعاتها في هذا المجال الحيوي في جمهورية أوزبكستان تشمل مشروعاتٍ لاستغلال طاقة الرياح في نوكوس، وكاراكالباكستان، وباش، ودازهانكيلدي, بالإضافة إلى مشروع توربينات الغاز ذات الدورة المركبة في سيرداريا، ومشروعات لاستغلال الطاقة الشمسية وبطاريات التخزين.
وأضاف: “كما أن أكواباور وقّعت، في ديسمبر من عام 2020م، اتفاقية لإنشاء مشروع لاستغلال طاقة الرياح، في أبشيرون في جمهورية أذربيجان، بطاقةٍ إجمالية تبلغ 240 ميجاواط، إضافة إلى توقيعها في شهر مارس 2023م، في جمهورية كازاخستان، بروتوكول اتفاقية في مجال تطوير طاقة الرياح وبطاريات تخزين الطاقة، بينها وبين وزارة الطاقة الكازاخستانية وصندوق الثروة السيادية الكازاخستاني.