كغيري من الكثيرين ، بحثت في مكتبتي عشية السفر عن كتاب مناسب للطائرة أو الأوقات التي سأقضيها في القطار متنقلاً بين ثلاث مدن زرتها مؤخرها.
ووقع الاختيار على نسخة كتاب الأستاذ القاص والصحفي محمد صادق دياب -يرحمه الله- ضمن سلسلة أدب الحارة التي أسس لها أدباؤنا الرواد مثل أحمد قنديل وحسن نصيف وعبدالله مناع ومنهم صاحب المجموعة التي وجدتها ( ١٦ حكاية من الحارة) والتي قدم لها علي خالد الغامدي في طبعتها الثانية الصادرة في ١٩٩٧ هـ.
وكانت المجموعة رفيقة السفر هذه ، كتاباً مليئا بذكريات الحارة، أبطالها بسطاء لا يأبه لهم التاريخ الذي ليس من عادته التجول في الأزقة والحواري.
جاءت لغة المجموعة القصصية القصيرة هذه بسيطة بمستوى أبطالها عفوية مثل حميدو الحلواني أو مرزوق الأخرس والعم محمود بائع المساويك .
محمد صادق دياب الذي درس في جامعات امريكا وعاش على ضفاف المسيسبي و قطف من زهور نياجارا ، لم ينس بحيرة الأربعين ولا شجرة النيم ولم يتجرد من أصالته الشعبية حيث تنقل في جدة بين أحياء
البحر،الهنداوية وسوق العلوي.وفي مكة أثناء دراسته تنقل بين المسفلة والشامية والنقا.
كم أرجو أن تحظى هذه الكتابات الأثيرة على قلوبنا باهتمام الوزارة لحفظها وإعادتها في شكل إلكتروني ليتعرف عليها جيل اليوم.
يرحم الله كل من ساهم في كتابتها.
sal1h@