حدثني أحد الاصدقاء بحكاية جميلة وذات معنى و هدف وترتقي بالفكر إلى درجات عليا تتوافق مع المرحلة وذلك من خلال التغذية الفكرية الراجعة من تجارب الآخرين وخبراتهم وخاصة إذا كانت قابلة للتطبيق.
يقول صاحبنا في قصته في السفر فوائد عديدة ولعل منها ماحدثنا به صديقنا الذي سافر لسنوات عديدة إلي إحدى دول الغرب لدراسة اللغة الإنجليزية وبعد أشهر عاد الي وطنه ومدينته ففرح به أصدقاؤه واحتفلوا به وفي جلسة الأنس سألوه عن رحلة السفر فبدأ يسرد عليهم رحلته ومن ضمن مانقله قال :تخيلوا أن شراء الفواكه يتم بالحبة فأنت تشتري تفاحة واحدة أو برتقالة واحدة أو موزة واحدة . كله بالحبة وليس بالكيلو كما نعرف ويعمل به عندنا ، وكذلك الأكل فأنت تأخذ في صحن قدر ما تأكل وبعد ذلك تقوم بغسل الطبق الذي أكلت فيه وتضعه مكانه وباقي الآكل يغلّف ويضع في الثلاجة ليوم آخر. عندها ضحك جلساؤه وهو معهم وعدّوا ذلك نوعاً من البخل.
ويضيف من يحدثني عن القصة ،قائلاً: وتمر الأيام ونكبر ونتعلم وتتطور الحياة ونبلغ الرشد ونعرف الفرق بين البخل والتبذير والإسراف والإدخار . ونشاهد بعض العادات الخاطئة في المناسبات الإجتماعية وما يحدث فيها من إسراف وتبذير وخاصة في المناسبات العائلية الإحتفالية ومناسبات الزواج ومايحدث فيها من فائض في الأكل . عندها تذكرنا قصة صاحبنا المسافر والذي نقل تجربته ومايحدث من إدخار وشراء وأكل حسب الحاجة وبدأنا نشاهد مانقله لنا من سنوات ،يُطبّق فعلياً من قبل البعض وتنتشر ثقافة الشراء على حسب الحاجة والطلب ولكنها ما زالت في بدايتها وفي صراع البقاء والإستمرارية مع بعض العادات والتقاليد والاعراف المجتمعية السائدة. الأمر يبشّر بالخير في الإستمرارية مع الوعي والمدنية والحضارة ونمط الحياة الذي بدأ في التجديد والتحديث الي التحول بفكر إقتصادي معتمداً على الإدخار والمحافظة على المكتسبات والتنظيم بعيداً عن الإسراف والتبذير و”الهياط”.
lewefe@