البلاد ــ الرياض
تعمل هيئة الفنون البصرية، على تنفيذ أدوارها الرئيسة تجاه قطاع الفنون البصرية في المملكة، والتي تشمل تطوير الأنظمة المرتبطة بقطاع الفنون البصرية، واقتراح مشروعات الأنظمة والتنظيمات التي تتطلبها طبيعة عمل الهيئة وتعديل المعمول به منها، والرفع بها للوزارة لاستكمال الإجراءات النظامية، إلى جانب تشجيع التمويل والاستثمار في المجالات ذات العلاقة، ووضع المعايير والمقاييس الخاصة بالقطاع، وتشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى، وإقامة الدورات التدريبية، واعتماد برامج تدريبية مهنية وجهات مانحة للشهادات مختصة بالتدريب، إضافة إلى دعم حماية حقوق الملكية الفكرية، وتطوير التراخيص للأنشطة ذات العلاقة، وغير ذلك من المهام التي ستتولى الهيئة تنفيذها انطلاقاً من موقعها المحوري في قطاع الفنون البصرية في المملكة بوصفها المظلة الرسمية للقطاع ومنسوبيه من مبدعين ومستثمرين وشركاء أعمال في مجالات الفنون البصرية المتعددة.
وفي هذا السياق سبق أن أعلنت هيئة الفنون البصرية، عن إطلاق إستراتيجيتها الشاملة التي ترسم الطريق نحو تطوير قطاع الفنون البصرية في المملكة، وتدعم ممارسيه من المواهب والشركاء والمستثمرين، بما يتواءم مع رؤية وتوجهات وزارة الثقافة، ويحقق أهداف رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية.
وتضمنت الإستراتيجية رؤية الهيئة ورسالتها التي تسعى لتحقيقها، وأهدافها وبرامجها ومبادراتها، ونموذجها التشغيلي، وفق مؤشرات أداء محددة، ودراسات معيارية متكاملة.
ويتمثل الهدف الرئيس للإستراتيجية في تصميم إطار شامل للعمل يضمن للهيئة خدمة المجتمع الفني في المملكة، وتمكينه بما يضمن تأسيس بيئة فنية إبداعية، تُتيح للمواهب ممارسة الفنون البصرية بمختلف قوالبها، وتسمح بالتواصل الفعّال بين هذه المواهب من جهة، وبينها وبين الجمهور العام من جهة أخرى، مؤكدة بأن قطاع الفنون البصرية السعودي يملك مواهب استثنائية من الروّاد والشباب “ودور الإستراتيجية هو توفير البيئة الممكنة لنشاط هذه المواهب عبر برامج ومبادرات نوعيّة”.
كما أن تصميم الإستراتيجية جاء بعد تحليل الوضع الراهن لقطاع الفنون البصرية في المملكة، وإجراء المقارنات المعيارية بين الواقع المحلي والدولي، وفق عناصر رئيسة لسلسلة القيمة في القطاع، شملت: التعليم، والإلهام، والتجارب، والإنتاج، والتواصل، والمشاركة، والاستدامة، مضيفة بأن هذه المقارنات المعيارية كشفت عن الفجوات في القطاع ، والتي تسعى الإستراتيجية لمعالجتها وتهيئة القطاع ليكون مُشعّاً بالإلهام والتجارب، ومُمكّناً للإنتاج والاستدامة، وذلك عبر أربعة أهداف أساسية تتمثل في دعم استحداث فرص التعليم، ودعم توفير فرص التعاون بين المواهب، وتمكين أصحاب المصلحة، وتعزيز التواصل مع الجمهور من خلال أنشطة مجتمعية متنوعة.
ووضعت الهيئة في إستراتيجيتها تعريفاً للفنون البصرية وأنواعها الرئيسة، وهي مجموعة من الفنون التي تنتج لأهداف جمالية وفكرية ليتم تقديرها على جمالها وأبعادها المعنوية واللا معنوية، باستخدام مختلف الأدوات والأساليب ومن خلال الوسائط المتعددة والمختلفة والتي تشمل: الفن التشكيلي والرسم، والتصوير الفوتوغرافي كوسيلة للتعبير الفني وأداة اتصال، والأعمال التركيبية، والنحت، وفن الخط كوسيلة إبداعية للتعبير عن الأفكار، والفنون الرقمية والفيديو، وفن الوسائط المتعددة، وغيرها .
وحددت إستراتيجية الهيئة رؤيتها والمتمثلة في أن تكون المملكة مركزاً إقليمياً للفنون البصرية، يسعى إلى تشجيع المجتمع المحلي على تذوق الفن والاحتفاء به، وتوفير فرص فريدة لنمو المواهب المحلية، وتمكين الممارسين على مستوى عالمي بروح وطنية، فيما نصّت الرسالة التي تسعى لأدائها الهيئة على تمكين حركة الفنون البصرية في المملكة من خلال دعم التعبير المجتمعي، وتعزيز الحوار من خلال فرص المشاركات الفنية المتنوعة، والعمل كمحفز لاقتصاد مبدع ومستدام”، كما حددت الإستراتيجية المحاور الثلاثة التي يندرج حولها نشاط الهيئة وأهدافها، وهي: الفنون البصرية وسيلةً للتعبير المجتمعي والتفاعلي، وأداةً للحوار والمشاركة، ومُحركاً للاقتصاد الإبداعي.
وتضمنت الإستراتيجية حزمة البرامج التي ستعمل الهيئة على تنفيذها، والتي تتكون من 12 برنامجاً تغطي المسارات التي يتطلبها مشروع تطوير قطاع الفنون البصرية والنهوض به، وهي: برامج تعليم الفنون البصرية، وبرنامج تنمية مواهب المنظومة الفنية ودعمهم في مسيرتهم المهنية، وبرنامج دعم الوصول للموارد المرجعية ومصادر الإلهام المحلية والعالمية، وبرنامج إتاحة فرص الوصول إلى مصادر الإنتاج، وبرنامج الربط بالمصادر والخدمات المعرفية، وبرنامج دعم التمثيل الفني وصالات العرض وشركات المزاد، وبرنامج رعاية الفعاليات، وبرنامج تاريخ الفنون في المملكة وشمولية التواصل، وبرنامج مشاركة المجتمع المحلي، وبرنامج مشاركة الممارسين الفنيين والمشاركة الدولية، وبرنامج تمويل الفنون وتحفيز الطلب عليها، وبرنامج دعم وتحسين حقوق الفنانين المهنية.