اجتماعية مقالات الكتاب

شاب يغرق في مسبح

عندما كنا نسبح في النادي ، دخل شاب ليستمتع بالماء في ذلك اليوم شديد الحرارة ، أنه أجمل وقت لممارسة هذه الهواية الرائعة.

لم يكن الشاب يجيد السباحة ، لذلك دفع نفسه بعد تردّد للغوص عميقاً في الحوض، في محاولة منه للتعلم وكسر حاجز الخوف من الأعماق ، حينها لم نشاهد إلا يديه محاولاً النجاة ،فيما رمى مدرب النادي نفسه مسرعاً لإنقاذه ، والجميع ينظر في صمت ، وإذا به يخرجه الى السطح يتنفس الحياة .

هذا الحدث الذي وقع أمامي ،جعلني استعيد الكثير من الصور والكلمات عندما لا ندرك أعماقنا أو أعماق الآخرين ، وقد قيل : (وإنما الناس بحار فلا تحكم على أعماقهم وأنت لا ترى إلا شواطئهم.)
ما نراه على السطح هو في الغالب سحابة من وهم تحجب الرؤية عن ماهو حقيقي داخل الأعماق من المتاهات والعقد المدفونة .

إن ألدّ أعدائك قابعٌ هناك في أعماق نفسك ، كما أن أصدق محبيك هناك أيضاً.
يقول كيلي ماكلويد:(إن البشر قادرون على نحو متناقض على الوصول إلى أعماق لا يمكن الوصول إليها من اللطف وأعماق لا يمكن تصورها من القسوة)

عندما ندرك أن من حقنا الغوص في أعماق ذواتنا لنخرج كنوزها و نضمِّد جراحها بدون أن نغرق في ظلماتها.
يقول الرسام الهولندي فان جوخ :( قلب الإنسان يشبه البحر إلى حد كبير، له عواصفه، وله ضحكاته، وفي أعماقه قد تجدُ لآلئه أيضًا.)

فاصلة:
ربما نحتاج في رحلة الأعماق إلى شخص ينقذنا عندما لا نستطيع استنشاق الهواء في منخفضات النفس ولا رؤية الضوء في عتمات اليأس ليخرجنا بلطف ، واعين بقيمة الحياة ومدركين معنى الوجود .

@Faheid2007D

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *