اجتماعية مقالات الكتاب

الغضب على الطريق.. الندم لا يعيد الموتى

تجدهم يسيرون بسرعة جنونية ، متعمّدين الإحتكاك بالسائقين ممّن لا يفسحون أمامهم المجال في الطريق العام السائقون الذين يرتكبون مثل هذا السلوك العدواني، يواجهون عواقب قانونية وخيمة في حال وقوع إصابات أو وفيات -لا سمح الله-، فيشعرون بالندم ولات ساعة مندم.

‎يشكّل مثل هذا السلوك ظاهرة خطيرة كل يوم خاصة في ساعات الذروة ، ويعرف بأنه سلوك عدواني أو عنيف عادةً ما يؤدي إلى حوادث مرورية ووقوع إصابات ووفيات وقد أُصطلح على تسمية مثل هذا السلوك ب (الغضب على الطرق) ،أو ما يسمى في بلاد الغرب ب (Road Rage) .

‎لقد أظهر مقطع قديم ‏وصلني من أحد الأصدقاء، وقوع شجار بين سائقيْن لدى إحدى إشارات المرور، وذلك عندما ذهب أحد السائقيْن إلى السائق الآخر وبدأ بالصراخ في وجهه وضرب سيارته.

‎في المرة الأولى، حافظ السائق الآخر على أعصابه ولم يعبأ لمثل هذه الاستفزازات، فيما قام باقي السائقين بالتفّريق بينهما.
‎وفي المرة الثانية، قام السائق الأول عينه ، بقطع الطريق أمام السائق الآخر في محاولة أخرى لاستفزازه ، عندها فقد السائق الآخر أعصابه،مترجّلاً عن سيارته، فوقع شِجارعنيف بينهما انتهى بطعن السائق الأول طعنة قاتلة بسكين أودت بحياته ، ليطرح السؤال نفسه: لماذا يدفع الإنسان حياته ثمناّ لموقف كهذا؟

‎لا أشك للحظةٍِ بأن القارئ العزيز قد تعرّض لأمثال هؤلاء السائقين على الطريق العام ، أو كان شاهد عيان على مثل تلك السلوكيات ، في حين تعلمت أنا ومن خلال مشاويري المتكرّرة على الطريق السريع ما بين جدة والمدينة ، ألاّ أتعرّض لأمثال هؤلاء المتهوّرين بل وألاّ ألتفت لتصرفاتهم وأتجاهلهم تماماً.

‎أنا هنا أنصح القارئ العزيز عند حدوث إحتكاك في الطريق، بأن يضبط أعصابه ويتجنّب تصعيد الموقف وألا يتبادل النظرات طويلاً مع الطرف الآخر، لأن هذا في ثقافتنا ، يعطي الضوء الأخضر لوقوع الشجار، وعليه ينبغي على السائق أن يتجنّب تبادل الشتائم والسباب ، ومحاولة تهدئة الموقف بالمبادرة بالإعتذار حتّى وإن كان الطرف الآخر مخطئاً ،عملاً بقوله تعالى في محكم التنزيل: “والكاظمين الغيظ والعافين عن ‎الناس”.وفي ظل العديد من وسائل التسلية والترفيه التي يمكن للسائق أن يلجأ إليها بدلاً من أن يفقد أعصابه ويردّ على المتهوّرين ،لا شيء يستحق الغضب! والأفضل للسائق أن يتعرف على لغة الجسد وعلامات غضب السائق ذلك حتى يتجنّب الوقوع في أي مشكلة ما.

‎أعيد وأكرّر أنه لاشيء يستوجب الإنفعال والغضب حدّ فُقدان الأعصاب وارتكاب المخالفات ووقوع الحوادث. .

jebadr@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *