المدينة المنورة- محمد قاسم
دينا محمد.. فتاة سعودية، خاضت غمار مهنة، كانت لفترة قريبة حكرًا على الرجال فقط. دينا.. أصرت أن تقتحم مجال التدريب في عالم كرة القدم بالمدينة المنورة. بدأت مسيرتها في تدريب وصقل المواهب في الفئات السنية منذ عدة أعوام، متسلحة بالإصرار والعزيمة، فقادها شغفها باللعبة إلى انتهاج أساليب التدريب الحديثة والتقنيات الحديثة، فوصلت لمستويات مرموقة في دنيا تدريب الساحرة المستديرة.
مدربة كرة القدم.. دينا محمد، حلت ضيفة على” البلاد” فكان الحوار التالي..
• ما سبب اختيارك مجال تدريب كرة القدم؟
– اخترت مجال كرة القدم؛ أولًا بحكم تخصصي” تربية بدنية وعلوم ورياضة”، والسبب الثاني لأن مجال تدريب كرة القدم مجال جدًا واسع، وفيه خيارات عديدة، ومن السهل جدًا أن تصل وتحقق نجاحات من خلاله.
• هل واجهتك تحديات معينة عند دخولك عالم التدريب؟
– بالتأكيد واجهتني تحديات كثيرة في البداية؛ منها أنني كنت خائفة من ردة فعل المجتمع، وتقبل اللاعبين وأهاليهم أنفسهم للفكرة، ولكن-الحمدلله- ردود الفعل الإيجابية أزالت مخاوفي؛ بل وكانت دافعًا للإجادة، وتقديم ما هو جديد في هذا المجال الشيق.
• ما الخبرات التي اكتسبتيها بتدريب البراعم والناشئين؟
– اكتسبت خبرات كثيرة؛ منها كيفية التعامل مع اللاعبين بمختلف أعمارهم، وكذلك التعامل من الناحية النفسية والسيكلوجية معهم؛ كون اللاعبون الفتيان تختلف طبيعتهم عن الفتيات، من عدة نواحٍ، فصار عندي معرفة وخبرة كافية بكيفية التعامل معهم وتدريبهم.
• كرة القدم أصبحت جاذبة للعنصر النسائي.. هل من نصيحة لمن يرغبن أن يكنَّ مدربات؟
– مجالات تدريب كرة القدم كثيرة، ولكن أهم شيء لمن تريد اقتحام هذا الميدان أن يكون أمامها هدف معين وتسعى للوصول إليه والتميز فيه؛ والعمل متاح سواء في الأكاديميات أو الأندية.
• ما هو التأثير الإيجابي الذي ترغبين في تحقيقه من خلال تعليم كرة القدم للأولاد؟
– لا يوجد فرق في القدرات أو المهارات الفنية بين المدرب، أو المدربة في مجال كرة القدم. فكلاهما قادر على تدريب الأولاد بنجاح، وتعليمهم وإكسابهم المهارات اللازمة في اللعبة.
ولكن يمكن أن يكون لدى المدربة تأثير إيجابي إضافي على الأولاد من كلا الجنسين، ويمكن لها أيضًا أن تمثل نموذجًا إيجابيًا للفتيات وتحفيزهن على ممارسة الرياضة وتعلم كرة القدم. كما أنها يمكن أن تعزز الثقة بالنفس لدى الأولاد الذين يشعرون بالراحة والثقة في التعامل مع مدربة.
• هل ترين أن ممارسة الرياضة عامة، وكرة القدم خاصة تلعب دورًا في تعزيز الصحة النفسية والعقلية للفتيات؟
– نعم.. بالفعل لها تأثير جدًا إيجابي كبير.
• ما هي نصيحتك لمن ترغب أن تتخصص في تدريب كرة القدم؟
– أهم شيء أن تكون لديها الرغبة والحرص على تطوير قدراتها من خلال دورات المدربين والمدربات المتخصصة؛ لكي تحصل على الخبرات والشهادات اللازمة لممارسة التدريب.
وتجربة المدربات السعوديات في مجال كرة القدم تعتبر ناجحة حتى الآن. فهناك العديد من المدربات السعوديات المؤهلات يتولين تدريب الفرق النسائية في المملكة.
وكرة القدم النسائية- كما يلاحظ الجميع- تسير بخطى ثابتة، خاصة بعد دخول المنتخب السعودي النسائي في التصنيف الدولي للفيفا، مع تنظيم الاتحاد السعودي لكرة القدم الدوري النسائي للمحترفات، وكذلك دوري الدرجة الأولى والثانية والمناطق. فالرؤية الآن واضحة أمام الرياضة النسائية عامة وكرة القدم خاصة لتحقيق الكثير من القفزات النوعية في المستقبل القريب. ويجري حاليًا العمل على تطوير مجال تدريب كرة القدم النسائية في المملكة، وتقديم الدعم اللازم للمدربات السعوديات لتطوير مهاراتهن وزيادة خبرتهن في هذا المجال.