الأولى

المملكة تدعو للوقوف بحزم تجاه ممارسات تدنيس المصحف الشريف

جدة : البلاد

بدعوة من المملكة العربية السعودية رئيس القمة الإسلامية في دورتها الحالية ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، عقدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في مقرها بمحافظة جدة اليوم، اجتماعًا طارئًا مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمناقشة الإجراءات تجاه تداعيات حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف التي جرت في دولة السويد أول أيام عيد الأضحى المبارك.

ومن هذا المنطلق أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لتلك الأفعال المتكررة الدنيئة، مؤكدة أن تلك الأعمال البغيضة لا يمكن قبولها تحت أي مبرر وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية، وتخالف الشرائع السماوية وكل قرارات المرجعيات والمواثيق الدولية الداعية للوئام والسلام والتقارب، كما أنها في الوقت نفسه تتناقض وبشكل مباشر مع الجهود الدولية الساعية إلى نشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وتقوض مبادئ الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول.

وشددت المملكة في هذا الصدد على ضرورة القيام باتخاذ إجراءات حاسمة من قبل المجتمع الدولي ومن لدن منظمتنا العريقة هذه لمنع تكرار هذه الممارسات الخارجة عن القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية، ذلك أن مثل هذه الأفعال السافرة لن تؤدي إلا لمزيد من التعصب والتطرف ونشر الكراهية والعنف، وبث الفتن والشرور في وقت أحوج ما تكون فيه الشعوب إلى التعارف والتقارب والوئام.

كما أكدت المملكة في الشأن ذاته على مسؤولية تلك الدول في منع تكرار دعوات التحريض وجرائم الكراهية، والوقوف بحزم تجاه تلك الممارسات الاستفزازية، وتعيد التأكيد في الوقت نفسه على إعلاء القواسم المشتركة لقيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب، وتعزيز سبل الحوار بين الحضارات وفقًا لمنطوق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لاسيما قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 167/ 66، ذلك أن نشر مثل هذه القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة هو السبيل الأمثل لمواجهة خطابات الكراهية والتعصب والتطرف.

وتأمل المملكة العربية السعودية من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المساعدة في تفعيل دور مرصد الإسلاموفوبيا ودعمه بكافة السبل؛ ليقوم بدوره على الوجه المنشود منه، كما تحث مكاتب المنظمة في الخارج إلى اتخاذ زمام المبادرة وبالتنسيق مع البعثات الدائمة للدول الأعضاء في المنظمة للعمل معًا في الاتجاه ذاته، وتدعو الأمانة العامة في الوقت نفسه إلى سرعة الانخراط البناء مع جميع المعنيين الدوليين وصناع الرأي العام المؤثرين في العالم بغية محاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتصدي لمثل هذه الأعمال السافرة من خلال صياغة إستراتيجية فاعلة ترمي إلى خلق بيئة دولية تفضي إلى الوئام الحضاري وتنبثق من الخطة العشرية للمنظمة، ومستذكرة منطوق قرارات القمم الإسلامية والمجالس الوزارية السابقة ومن ميثاق المنظمة النفيس، ومستثمرة العمل الوثيق مع الجهات الفاعلة والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية لزيادة الوعي العالمي بظاهرة الإسلاموفوبيا.

وطالبت المملكة بوضع تدنيس حرمة المصحف الشريف والرموز والمقدسات الإسلامية في أولويات أجندة الاجتماعات التنسيقية لوزراء الخارجية التي تعقد على هامش أعمال الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكذلك القمة الإسلامية والمجالس الوزارية القادمة، وذلك بهدف اتخاذ المزيد من الإجراءات الفاعلة للتصدي لهذه الظاهرة السلبية ضد الإسلام والمسلمين.

من جهته دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، الدول الأعضاء في المنظمة إلى اتخاذ موقف موحد وتدابير جماعية للحيلولة دون تكرار حوادث تدنيس نسخ من المصحف الشريف والإساءة إلى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وقال الأمين العام :” إنه للأسف، في اليوم الأول من تلك المناسبة الميمونة – أول أيام عيد الأضحى المبارك -، عندما كان جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم يحتفلون، تم ارتكاب عمل حقير من تدنيس المصحف الشريف خارج المسجد المركزي في ستوكهولم، عاصمة السويد”، مشيرًا إلى أن الاجتماع يأتي لمناقشة الرد المناسب على ذلك الإجراء.

وأكد الأمين العام الحاجة إلى إرسال رسالة واضحة مفادها أن أفعال تدنيس المصحف الشريف والإساءة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والرموز الإسلامية ليست مجرد حوادث إسلاموفوبيا عادية، مشددًا على ضرورة إرسال تذكير مستمر إلى المجتمع الدولي بشأن التطبيق العاجل للقانون الدولي، الذي يحظر بوضوح أي دعوة إلى الكراهية الدينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *