متابعات

«كاوست» توظف التقنية لصالح النباتات الصحراوية

البلاد ـ جدة

تمتلك جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” تراثًا من الأبحاث الرائدة والمؤثرة في مجموعة من المجالات ذات الصلة بالزراعة الصحراوية، وبيولوجيا النباتات، وجينوم النباتات، وأبحاث الميكروبات، ومكافحة الآفات، والاستزراع المائي وغيرها.

وتواصل الجامعة أبحاثها، لتطوير إستراتيجيات حقيقية لمكافحة انتشار آفة النباتات الطفيلية “ستريغا”، فَضْلًا عن غيرها من الأبحاث الرائدة، ومؤخرًا، كشفت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ” كاوست” في بحث علمي سر منفعة ” البكتيريا الصحراوية” على صحة الإنسان والنبات، حيث تمكن الباحثون والعلماء بالجامعة من معرفة كيفية تفاعل الميكروبات مع النباتات الصحراوية بشكل يساعدها على البقاء، حتى في الظروف الأكثر تطرفًا على الأرض مثل الجفاف، أو فرط الملوحة، أو السخونة، وعملوا على استغلال الدور النافع لهذه الميكروبات لصالح نباتات المحاصيل، لتزدهر الزراعة في المناطق القاحلة، أو في ظل الظروف البيئية القاسية.

وجمع أستاذ علوم النبات في “كاوست” البروفيسور هيربرت هيرت، مع فريقه عدة آلاف من سلالات هذه الميكروبات من مختلف الصحاري في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ضمن دراسة آليات بقاء النباتات التي تعيش في الظروف القاسية، وعملوا على تطبيق ما توصل إليه على نباتات المحاصيل، وجاء إنجازهم متمثلًا في الكشف عن أنَّ الكثير من الميكروبات التي تعيش في جذور النباتات الصحراوية، تستطيع العيش لدى أكثر من مضيف، ثم نجحوا بعدها في نقل هذه الميكروبات إلى أنواعٍ أخرى من النباتات.


وحول تأثير الميكروبات على النباتات، أوضح أستاذ العلوم البيولوجية في”كاوست” البروفيسور دانييل دافونشيو، أن الكائنات الدقيقة تعمل إلى جانب التربة والمنطقة الملاصقة لجذور النباتات “الرايزوسفير”، وَأَيْضًا منطقة الأنسجة النباتية “الإندوسفير”، بمثابة مجتمعاتٍ تفاعلية، تتضمن أنواعًا مختلفة من الميكروبات التي تتفاعل أيضًا مع النبات المضيف، ومصفوفة التربة، والعوامل البيئية المحيطة، في شبكةٍ معقدة من التفاعلات الجزيئية”. واهتم عالِم البيولوجيا وأستاذ علوم الأحياء بالجامعة البروفيسور أليكساندر روسادو، بدراسة الميكروبات التي تعيش في العديد من الأنظمة البيئية بالسعودية، بما في ذلك الصحاري، والبراكين، وذلك من خلال أبحاثه على الكائنات التي تعيش في البيئات القاسية للغاية، مثل الكائنات التي تسمى مٌحبات الظروف الصعبة أو “إكستريموفيل” والبيئات القاسية مثل الينابيع الساخنة، والمياه المالحة، والمستنقعات وغيرها.


وكشف في أبحاثه عائلة من البكتيريا الصحراوية، يمكنها أن تعيش على كمياتٍ ضئيلة من ثاني أكسيد الكربون، كما تستطيع امتصاص النيتروجين بكفاءة عالية، مضيفًا أن هذه الآليات الجديدة لتثبيت النيتروجين والكربون، يمكن أن تساعد على ابتكار منتجات التقنية الحيوية الجديدة، بما يحقِّق الاستدامة في مجالات الطاقة الحيوية والزراعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *