سعدت كثيراً خلال متابعتي لكتابات الأستاذ محمد باحارث المحاضر والمتحدث التحفيزي المبدع عن قصته مع إعاقة الديسلاكسيا وهي عبارة عن اضطراب في التعلم يتسم بصعوبة القراءة نتيجة لمشكلات في تحديد أصوات النطق وتعلم كيفية ربطها بالحروف والكلمات، وهي صعوبة تعلّم خاصّة تؤثر على تطوُّر القراءة، والكتابة، والمهارات المتعلّقة بها نظرًا لأن القراءة تمثل مهارة أساسية لمعظم المواد الدراسية الأخرى، ويكون الطفل الذي يعاني خلل القراءة في وضع غير مناسب في معظم الصفوف الدراسية،
وربما يواجه صعوبة في مواكبة أقرانه، وعلى الأرجح أنّها توجد مع الفرد منذ الولادة، وتستمر معه طيلة حياته، ومن خصائصها: صعوبات في المعالجة الصوتية والتسمية السّريعة للأشياء، والذاكرة العاملة، وسرعة معالجة المعلومات، والتطور التّلقائي (الآلي) للمهارات، وعادة يصعُب تدريس المُعْسرين قرائيًا بالطرائق التعليمية التقليدية، ويؤثر عسر القراءة على مناطق الدماغ التي تعالج اللغة رغم أن أغلب المصابين بإعاقة الديسلاكسيا يوصفون بأنهم عباقرة ومنهم العديد من المشاهير والمخترعين و العباقرة ومن ضمنهم العالم العبقري العظيم صاحب النظرية النسبية “أينشتاين”، ومن المعروف أن عسر القراءة يميل إلى الحدوث في العائلات المصابة به ، ويبدو أنه مرتبط بجينات معينة تؤثر على كيفية معالجة الدماغ للقراءة واللغة ، وتتشابه علامات التلعثم لدى المراهقين والبالغين مع العلامات الواردة لدى الأطفال ، ومن المعروف حاليا أن هذه الإعاقة تحدث نتيجة خلل في الخلايا التي تشكل الوسيلة في نقل المعلومات ما بين العين والدماغ، وعلى الرغم من عدم وجود علاج لعسر القراءة فإن التقييم والتدخل المبكر يؤديان إلى أفضل النتائج في أغلب الأحيان، وهناك علامات عديدة تشير إلى خطر إصابة طفل صغير بالتلعثم ومنها: التحدث المتأخر ـ تعلم الكلمات الجديدة ببطءـ المشاكل في تكوين الكلمات بطريقة صحيحة، مثل عكس الأصوات في الكلمات أو الخلط بين الكلمات التي تبدو متشابهة ـ المشاكل في تذكر أو تسمية الأحرف والأرقام والألوان ــ الصعوبة في تعلم أغاني الحضانة أو لعب الأغاني الموسيقية ـ إلا أنه وللأسف الشديد لا يتم تشخيص عسر القراءة لدى الأطفال لسنوات ولا يتم التعرف عليه حتى سن البلوغ، ويكون معدل هؤلاء الأشخاص طبيعيا، ولديهم قدرات طبيعية هائلة إلا أنهم شهدوا قسوة كبيرة وقسطا من التعنيف من الوالدين لظنهم أن أبناءهم لا يرغبون في التعلم والإستذكار وأن معدلاتهم التعليمية متدنية ويرسبون في بعض مراحلهم التعليمية ولم يكتشف الوالدان السبب من ذلك إلا في مراحل متأخرة وفور علمهما بحقيقة إعاقة أبنائهما لذلك يصبح من الضرورة توفير الدعم الكامل من الأسرة لهذه الفئة والذي أثبتت الأحداث أنه يعطي نتائج مبهرة.