المحليات

ندوة الحج الكبرى تناقش توحيد الجهود لخدمة الحجاج

جدة : البلاد

نظمت وزارة الحج والعمرة اليوم، ندوة الحج الكبرى في نسختها الـ47 تحت عنوان “فقه التيسير في الحج”، بحضور ومشاركة عدد من أصحاب المعالي، و العلماء ومفكري العالم الإسلامي؛ متضمنة 4 جلسات حوارية، بهدف توحيد الجهود وتجويدها في توعية الحجاج بأوجه التيسير في أداء شعيرة الحج، بالإضافة إلى تطوير الخطط التشغيلية بما يتناسب مع التنوع الفقهي والمذهبي للحجاج ما يسهل أداء المناسك بيسر وسهولة.

واستهلّ معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة أعمال الندوة، بكلمة رحّب فيها بالحضور والضيوف في ندوة الحج الكبرى التي تعقد منذ أكثر من 4 عقود؛ استشعارًا من المملكة لمسؤوليتها العظمى في خدمة الحرمين الشريفين بصورة خاصة، والأمة الإسلامية بصورة عامة، لتسهيل أداء فريضة الحج وتحقيق مقاصدها وغاياتها، وتقديم حلول وأفكار مبتكرة تؤسس للعمل الإسلامي المشترك ، وتكرس قواعد العمل الجماعي الموحّد لأبناء العالم الإسلامي بالإضافة إلى إسهامها في تحقيق أهم مقاصد الحج والمتمثل في المودة والألفة بين المسلمين.

وأكد أن الندوة نجحت بحمد الله خلال العقود الـ4 الماضية في أن تكون مظلة علمية ومنصة معرفية جاذبة لنخب من العلماء والمفكرين والباحثين في الشأن الإسلامي لمناقشة عدد من القضايا الفقهية الملامسة لاحتياجات الحجاج ، ومن هذا المنطلق اتخذت ندوة الحج الكبرى هذا العام في دورتها الـ47 في فقه التيسير في الحج، عنواناً رئيساً لها؛ لافتاً النظر إلى أن ذلك يأتي انطلاقا من مقاصد الشريعة الإسلامية في فريضة الحج وركيزة من الركائز الأساسية فيه، حيث يعد التيسير من المزايا العظيمة التي يتسم بها الدين الإسلامي الحنيف في كل نواحي الحياة وتكاليفها الدينية والدنيوية.

وأفاد معاليه أن ندوة حج هذا العام تنفرد بتخصيص جلسة خاصة يناقش فيها كبير القياديين في المنظومة، العديد من البرامج التشغيلية المُعدّة لموسم الحج تزامناً مع عودة الأعداد المليونية للحج، ودورهم الرئيس في إثراء تجربة الحجاج، وتلبية مختلف رغباتهم، وتسليط الأضواء على العديد من الخطط الميدانية والتنظيمية والتشغيلية للإدارات الخدمية ومدى جاهزيتها، بحضور مكاتب شؤون الحج وشركات مقدمي الخدمات للتكامل والتعاون المشترك مع مختلف الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، لتكون تجربة الضيف الكريم حافلة بالمحطات السهلة والإثرائية.

وشهدت الندوة في جلستها الافتتاحية التي كانت بعنوان “الدور التنسيقي والتكاملي في منظومة خدمات ضيوف الرحمن”، مشاركة معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، ومعالي مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي، ومعالي أمين العاصمة المقدسة الأستاذ صالح بن علي التركي، ومدير عام الدفاع المدني اللواء الدكتور حمود الفرج؛ حيث أكدوا أهمية التشاركية والتكامل بين الخطط التنفيذية لجميع الشركاء في منظومة الحج والعمرة، لتتوالى النقلات النوعية في خدمة ضيوف الرحمن، التي تشارك في صناعتها كوكبة من القطاعات الصحية والأمنية والتنظيمية والخدمية واللوجستية؛ لتحقيق أقصى رضا لملايين الحجاج من خلال تجويد الخدمات أثناء أداء شعائرهم.

وأثرى أصحاب المعالي الجلسة الافتتاحية من خلال الحديث عن أولوية تحسـين تجربة ضيـوف الرحمن وتطوير الخدمات وتحسين أداء الأجهزة والقطاعات ذات العلاقة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتهيئـــة الظـروف الملائمة في أيام الحاج وكل ما يسهم في تعظيم الأثر الملموس على تجربتهم الشخصية وخلق تجربة تحولية لا تنسى.

أما الجلسة الثانية، التي كانت بعنوان “جاهزية الخدمات والخطط التشغيلية” شارك فيها : وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج الدكتورعايض الغوينم، ورئيس قطاع التواصل والإعلام بشركة كِدانة للتنمية والتطوير والمتحدث الرسمي لها محمود الشنقيطي، ووكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور هاني جوخدار، بالإضافة إلى وكيل وزارة الحج والعمرة لخدمات الحجاج والمعتمرين الدكتور عمرو المداح؛ فقد تناولت الأهمية القصوى للوصول بجاهزية المشاعر وخطط التفويج والنقل والرعاية الصحية إلى مستويات تتجاوز توقعات ضيوف الرحمن، وذلك تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030، الهادفة إلى إثراء تجربة الحجاج وتوفير خدمات نوعية واستثنائية ليتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وطمأنينة.

كما تحدث المشاركون عن سلسلة من الخطط التشغيلية والتفصيلية والتنظيمية في قطاعاتهم لتحقيق أعلى معايير الجودة والموثوقية والجاهزية الفنية والبشرية لتوفير بيئة إيمانية لقاصدي مكة والمدينة والمشاعر وتهيئة أجواء تعبدية صحية مثالية.

وقّدم معالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد الشثري الجلسة الثالثة التي كانت بعنوان ” فقه التيسير وترجيح المصلحة في الحج.. رؤية استشرافية” استعرض فيها أبرز مقاصد الشريعة في الحج، وهي أداء النسك والعبادة، وفقه التيسير الذي يجب أن يلتفت المسلمون فيه إلى قصد الشريعة رفع الحرج،ومراعاة الرخص الشرعية التي جاءت في الدين الحنيف، بالإضافة إلى احترام المذاهب الفقهية والآراء بحيث يستفتي كل حاج من يثق في علمه، في حين أكد أن المقصد الثالث يتمثل في كيفية جعل الحج يؤثر إيجابيًا على العالَم.

فيما أدار معالي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن حميد، الجلسة الثالثة تحت عنوان “فقه التیسیر في الحج”، حيث شارك فيها علماء بارزون من العالم الإسلامي، هم: معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد الماجد، ومفتي جمهورية تونس الشيخ هشام بن محمود، ومعالي نائب المفتي العام بجمهورية كازاخستان الدكتور إرشاد أونغار، وعضو دار الإفتاء في جمعية نهضة العلماء بجمهورية إندونيسيا الشيخ محمد فايز، حيث تداولت 4 قضايا جوهرية تلامس احتياجات ضيوف الرحمن في رحلتهم الإيمانية هي: الذبح في الحج، والمبيت في منى، وطواف الإفاضة، والوقوف بعرفة، حيث بحثوا من خلال مداخلاتهم ، آليات الاجتهاد الفقهي في ضوء تحقيق مقاصد الشريعة في التيسير والرخص الدينية، وذلك للوصول إلى منظومة آراء فقهية ومذهبية تراعي رفع الحرج والعناء عن الحجاج نحو تجربة روحانية آمنة وميسرة.

أما الجلسة الرابعة فكانت بعنوان “تسخير قوة العلم والتكنولوجيا في خدمة الإسلام”، وأدارها مستشار الشؤون الإعلامية بوزارة الحج والعمرة الدكتور عبد الرحمن الخريجي، وشارك فيها: الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث معالي الدكتور ماجـــد الفيــاض، ومؤسس ومدير مركز علوم الحلال بجامعة شولالونغكورن بتايلاند البرفسور ويناي دحلان، وأستاذ مساعد في العلوم الاجتماعية الحاسوبية والذكاء الجمعي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الدكتور عبدالله المعتوق، بالإضافة إلى أستاذ علم الأحياء الجزيئي ومؤسس برنامج We Love Reading والزميل بكلية رادكليف البروفسورة رنا الدجاني؛ واستعرضت الجلسة أحدث التطورات وأفضل الممارسات والإنجازات و كيفية تسخير قوة العلم والتكنولوجيا لإحداث تغيير إيجابي في العالم الإسلامي.

واختتمت الندوة أعمالها بكلمة لمعالي نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبد الفتاح بن سليمان مشاط بعنوان “مواءمة الخطط التشغيلية في الحج والحلول الفنية والفقهية”، استعرض فيها الأفكار التي طُرحت خلال الندوة، وبين فيها أن الاستعداد المسبق لـ 40 جهة حكومية وخاصة وغير ربحية، على المستوى التخطيطي والإشرافي والتنفيذي هو أحد أهم ركائز نجاح مواسم الحج، بكل المقاييس.

وركّز معاليه على التدرج التاريخي لندوة الحج الكبرى ونجاحها في طرح موضوعات تواكب تحديات كل عصر، على مدى 47 عامًا، لتنتقل اليوم لمواكبة تحديات المستقبل بإذن الله، والتخطيط له وذلك من خلال استخدام تقنية المعلومات وكيفية تطويعها لتكون من الأدوات التي تسهم في نجاح حج هذا العام وحج الأعوام المقبلة بنجاح، وذلك امتداداً لنجاحات الأعوام الماضية.

وأقامت وزارة الحج والعمرة على هامش الندوة.. للمرة الأولى، معرضًا سلط الضوء على أبرز جهود وزارة الحج والعمرة – بالإضافة إلى الجهات المعنية – في الارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن، وإثراء وتعميق تجربتهم الدينية والثقافية، تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.

يذكر أن ندوة الحج الكبرى، تُعد من أبرز الفعاليات العلمية التي ترعاها وزارة الحج والعمرة سنويًّا، والتي انطلقت في العام 1390هـ الموافق 1970؛ بهدف التأكيد على دور المملكة الإقليمي والدولي بصفتها منارًا دينيًا وثقافيًا يستزاد به، نظرًا لما شرف الله به المملكة العربية السعودية بوجود الحرمين الشريفين على أراضيها وخدمة الحج والحجيج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *