البلاد – وكالات
بينما تبادل الجيش وقوات الدعم السريع، أمس (الاثنين)، الإتهامات بشأن المسؤولية عن تجدُّد المعارك في السودان، عقب انتهاء هدنة إنسانية استمرت لمدة 24 ساعة فقط، حذّر رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي موسى فكي من أن استمرار الصراع يهدّد بجر البلاد إلى حرب أهلية واسعة النطاق، مبيناً خلال قمة “إيغاد” بجيبوتي، أن الأزمة السودانية تتطلب حلاً سريعاً وموحداً من دون تأجيل.
وأشار فكي إلى أن المفوضية الإفريقية تشجع على حوار شامل يقوده السودانيون بأنفسهم لحل الأزمة، مشدّداً على أن عملية الدمار الذاتي المستمرة في السودان يجب أن تتوقف، مؤكداً أن الأزمة تهدد المنطقة بأكملها.
واندلعت إشتباكات عنيفة وقصف بالمدفعية في أنحاء الخرطوم، وأفاد سكان بوقوع ضربات جوية، بعد وقت قصير من انتهاء سريان وقف لإطلاق النار أدى إلى هدوء قصير في القتال المستمر منذ 8 أسابيع. وقال شهود إن القتال الذي اندلع بين الجانبين كان من أعنف المعارك، وشمل إشتباكات على الأرض في حي الحاج يوسف المكتظ بالسكان في مدينة بحري، التي تشكّل إلى جانب الخرطوم وأم درمان المجاورتيْن العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.
وقال الجيش في بيان، أمس، إن قوات الدعم السريع درجت على استهداف المناطق السكنية بالأزهري والسلمة بالقصف المدفعي والصاروخي، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 أطفال. وتابع: “تدين القوات المسلحة بأشد العبارات هذا السلوك، وتنوه على مواطنينا توخّي الحيطة والحذر”.
وردت قوات الدعم السريع ببيان آخر، جاء فيه تأكيد الإلتزام التام بإعلان جدة لحماية المدنيين والتقيُّد المطلق بقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والإستعداد الكامل للإنخراط في المباحثات بما يحقّق الإستقرار للشعب. وتابع البيان: “إننا نشاطر الوساطة السعودية – الأمريكية خيبة الأمل نفسها حول تجدُّد القتال، ونشير إلى أن قوات الجيش استغلت وقف إطلاق النار لتحقيق امتيازات على الأرض، وذلك بتجميع قوات من مناطق مختلفة ومهاجمة قواتنا في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة، مما جعلنا أمام خيار واحد وهو الدفاع عن أنفسنا وصدّ الإنقلابيين في جميع المحاور”.