تكملة للمقال السابق، طُرحَ هنا تساؤل وهو: أنه على الرغم من كل هذه الأزمات المالية التي تعاني منها الولايات المتحدة ، لماذا تغافلت مؤسسة كبيرة مثل “موديز” عن إصدار تصنيف مالي يكشف مدى تأثر الإقتصاد الأمريكي من أزمة عجز لسداد الدين، مثلما تفعل هذه المؤسسة مع العديد من الدول التي تأثرت مالياً.
وهناك تساؤل آخر يتمثّل في: هل مجموعة “بريكس” قادرة على ضم دول أخرى مثل مصر وتركيا اليها؟ حقيقة أن المجموعة لازالت في طور الإزدهار بمعنى أن أي عمليات ضم لدول جديدة سيكون بمثابة عبء على كاهلها، خاصة في الفترة الراهنة، كما أن التسرع في ضم دول جديدة سيكون غير موفق في تقديري الشخصي، وغيري كثير لكون “بنك بريكس” لازال في المرحلة التأسيسية.
كما أن ضم الإمارات- وهو أمر تم طرحه- إلا أن انضمامها سيكون عبء مزايا، رغم أن لديها قدرة مالية، لكن لديها ارتباط مالي قانوني لازال مع دول الغرب، عكس المملكة التي استقلت في العديد من قرارتها الاقتصادية، لذا من المهم أن تكون خطوات “بريكس” مُتباطئة في انضمام الدول.
واعتقد أنه إذا أصبحت “بريكس” تعتمد على مجموعة من الدول الفاعلة، مالياً و انتاجياً، ولديها سوق فاعل، ستستطيع الوصول بكل سهولة إلى السوق الأفريقية، في المقابل أن الاقتصاد الأوروبي بدأ يتسارع في الانكشاف، بسبب الخلاف بين أوروبا وأفريقيا، بسبب إحجام العديد من الدول الأفريقية في توريد المواد الخام لأوروبا.
وفى الختام أتوقع جازماً ككثير من المخططيين الاستراتيجيين حقاً ، أن “بريكس” هي الوجهة الاقتصادية العالمية القادمة، والولايات المتحدة تدرك ذلك، لا سيما أن المجموعة بدأت في إصدار عملية رقمية “دولار” لمواجهة الدولار الأمريكي، من ناحية ومواجهة العملات الرقمية من جهة أخرى.
فالخوف الذي يراود الولايات المتحدة، في أن تسحب “بريكس” البساط من تحت قدميها ، ويتحول المخزون الدولاري لعديد من دول العالم متدني القيمة لا سيما أن دول هذه المجموعة يكون التبادل التجاري بينهم بالعملة المحلية.
والمؤكد أن هناك قبول لدى العديد من دول” بريكس” بانضمام المملكة كعضو فاعل داخل المجموعة لتأثيرها الاقتصادي والسياسي في منطقة الشرق الأوسط، كما أن المملكة ترى أن “بريكس” قادرة على مواجهة العديد من المشاكل في العالم مثل قضية الفقر التي استفحلت بسبب الأزمة في أوكرانيا.
كما أن “بريكس” قادرة على التغلب على ما يظهره الغرب من تكبر اقتصادي على الدول النامية من منطلق أن الاقتصادي الغربي هو الخيار الوحيد للتنمية في العالم، وهي فكرة آخذه في التلاشي مع تنامي القدرات الاقتصادية للمجموعة. والله أعلم.
وفي الأخير، أستشهد بتصريحات وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، التي نقلها أحد ضيوف الإعلامي بهيئة الإذاعة البريطانية “BBC” حمدان جرجاوي أحد جهابذة الاعلام العالمي وهي تتفق مع رؤيتي حول تطلعات وقدرات مجموعة “بريكس” حيث علق قائلا: “نحن رمز للتغيير في عالم متعدد الأقطاب”، إذ اختصر أهداف المجموعة في 6 كلمات فقط .والله أعلم
• أستاذ كرسي الاعلام الجديد بجامعة الملك سعود