الدولية

السودان.. الجيش منفتح على إنهاء الحرب

البلاد – وكالات

عاشت الخرطوم هدوء حذراً أمس (السبت) مع الهدنة القصيرة التي أعلنتها المملكة وأمريكا، بينما أكد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أنه يؤيد أي حل ينهي الحرب.

وقال خلال اتصال مع رئيس الاتحاد الإفريقي، ورئيس جزر القمر، غزالي عثماني، إن القوات المسلحة تؤيد أي حل ينهي الحرب مع قوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، معتبراً أن سبب فشل الهدن السابقة يعود إلى عدم وجود آليات ملزمة لمتابعة خروقات الدعم السريع، متهماً قوات الدعم بعدم الالتزام بإخلاء منازل المواطنين والمستشفيات ومراكز الخدمات والمرافق العامة. كذلك تطرق خلال الاتصال للجهود المبذولة عبر منبر جدة لحل الأزمة في البلاد، رغم فشل جميع الهدن السابقة.

وكانت كل من الرياض وواشنطن الراعيتين للحوار بين ممثلي الطرفين في مفاوضات جدة، أعلنتا الجمعة في بيان مشترك موافقة الجيش وقوات الدعم على اتفاق وقف إطلاق نار في كافة أنحاء البلاد لمدة 24 ساعة، كما أكدتا أن الاتفاق الجديد هدفه وصول المساعدات الإنسانية وكسر حالة العنف والمساهمة في تعزيز تدابير بناء الثقة بين الطرفين، مما يسمح باستئناف مباحثات جدة، إلا أنهما حذّرتا من أنه في حال عدم التزام الطرفين بوقف النار، فسيضطر المسيّران إلى تأجيل محادثات جدة. ومنذ اندلاع النزاع في 15 أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، أبرم الجانبان نحو 13 اتفاقاً لوقف النار، خرقت أغلبها خلال الساعات الأولى من سريانها. فيما نزح الآلاف من مناطق الاشتباكات، وسط شح في المواد الغذائية والماء، وانقطاع للكهرباء، وصعوبة في توصيل المساعدات الإنسانية من قبل منظمات الإغاثة، بسبب الأوضاع الأمنية، وإغلاق المطارات لاسيما في العاصمة الخرطوم.

وفيما لا يعلق السودانيون آمالاً كبيرة حول أي هدنة سواء قصيرة أو طويلة حتى الآن أقلها، يبدو أن الوسيطين الراعيين للمحادثات بين الطرفين المتصارعين (السعودية والولايات المتحدة) عازمان هذه المرة على تسمية المعرقلين بشكل واضح. فقد أكدت وزارة الخارجية الأميركية ذلك، مبينة أن وقف النار سيراقب عبر الأقمار الصناعية. كما أوضحت أنها تدعم منصة يطلق عليها مرصد السودان لنشر نتائج عمليات المراقبة هذه. وفي بحث عن تلك المنصة، يتبين أنها تدعى “مرصد الصراع في السودان”، وهو موقع على الإنترنت أطلقته الخارجية الأمريكية.

ووثق تقرير أولي نشره هذا المرصد مرفقاً بالصور تدميراً واسع النطاق وموجهاً لمنشآت المياه والكهرباء والاتصالات خلال الأسابيع الماضية. كما وثق ثماني هجمات ممنهجة لإحراق الممتلكات عمداً دمرت قرى في دارفور وكذلك عدة هجمات على مدارس ومساجد وغيرها من المباني العامة في مدينة الجنينة في أقصى غرب البلاد والتي شهدت هجمات عنيفة شنتها جماعات محلية وسط انقطاع للاتصالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *