كثيرٌ منا عندما يكون لديه عمل ما، فإنه عادةً ما يقوم بتأجيله لعدة مرات حتّى يصبح مشكلةً يَصعُب التعامل معها ومن ثم تبدأ المهام في التراكُم الى أن يصل الفرد الى نوع من الشلل الذهني وكراهية العمل ، فضلاً عن أن المهام غير المُنجزة تسبّب لنا القلق أو التوتروغالباً ما تشغل مساحة ذهنية وتمنعنا من أن نكون اُناساً مُنتجين في مجالات أخرى من حياتنا ، ولكن من خلال إكمال المهمّة الصعبة أولاً ، نحرّر تلك المساحة اذهنية، في حين يمكننا التركيز على المهام الأخرى بمزيد من الطاقة والتحّفيز.
من هنا تأتي أهمية كتاب:”التهم ذلك الضفدع” للكاتب الأمريكي من أصول كندية”براين تريسي”،في ترّسيخ وتعّزيز ما تعلمناه سابقاً في المدارس: “درس اليوم
باليوم” و”لا تؤجل عمل اليوم الى الغد”، وذلك كحِكمة يجب الأخذ بها فى جميع أمور حياتنا اليومية، ذلك أن تأجيل عمل اليوم إلى الغد أو إلى بعد الغد ، يعدّ تسّويفاً ، بل آفةً من الآفات المُعادِية للهمّة، حيث أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة ماينس الألمانية، أن من يؤجّل المهام الموكلة إليه بشكل متكرّر ، يعاني من الضغط العصبي والإكتئاب والشعور بالخوف والوحدة والإجهاد.
في اطار هذا الفهم ، يأتي كتاب :”Eat That Frog” ، أو “التهم ذلك الضفدع”، وهو موجّه تحديداً لمدّمني تأجيل المهام أو التسّويف في الإنجاز، حاملاً في طيّاته الكثير من النصائح القيّمة لهم من أهمها :”ابدأ بالأهم ولو كان صعباً”.
بكلمات أخرى ، تعني عبارة “التهم ذلك الضفدع”، القيام بأكثر المهام صعوبة في اليوم مبكّراً ، بحيث يمكن للفرد الإستمتاع ببقية اليوم والشعور بالإنجاز وبضغطِ أقلّ.
يتيح الكاتب “براين تريسي” للقارئ فرصة للتفكير في عاداته الحالية ووضع خطة عمل واضحة للتغلّب على التّسويف.
على سبيل المثال : يتضمن الكتاب “قاعدة مدتها 15 دقيقة” ،تشجّع القراء على ضبط عدّاد الوقت لمدة 15 دقيقة والعمل على مهمة لتلك الفترة الزمنية.في كثير من الأحيان ، سيكون النمو الناتج عن هذا الإندفاع القصير للإنتاجية كافياً لمواصلة العمل في المشروع.
أحد مفاتيح النجاح في هذا الكتاب هو :”تحّديد أولويات المهام” حيث يوصي “تريسي”بعمل قائمة مهام كل يوم بناءً على المهام الرئيسية البالغة 20٪ التي تساعد على تحقيق الأهداف. ويقترح معالجة أهم المهام أولاً عندما تكون طاقة الفرد وتركيزه في أعلى مستوياتهما ، مايساعد على تجنّب الإنحرافات ، والتقليل من إحتمالية المماطلة عند الإنتهاء من أهم المهام بالفعل.
على صعيد شخصي ،فإنني التقي دوماً بأشخاص تعوّدوا على التسّويف ، وعندما استمع إلى أعذارهم في عدم إنجاز المهام الموكلة إليهم، فإنني لا أغضب ، فقط ارسل لهم نسخة إلكترونيه من هذا الكتاب و أوصيهم بقراءته واتباع أساليبه للخروج من مستنقع التسّويف.
jebadr@