الرياضة

الأكاديمية بدايته.. وأحد اكتشفه.. هوساوي لـ البلاد: جِبنا الدوري بـ”النية الطيبة”

مصباح معتوق – جدة

ابن حي “التعلة” غرب “المدينة المنورة”. بدأ يداعب معشوقته كرة القدم في الحي ووسط الأزقة لإبراز موهبته ونجوميته “الصامتة”، إلى أن حدث تدخل من قبل شقيقه الكابتن عادل هوساوي حيث كان مدرباً في أكاديمية العروبة، فمنحه الفرصة لاكتشاف إمكاناته الفنية العالية، فتفتحت نجوميته حتى ظهر “مكتشف اللاعبين” المشجع الأحدي عبدالله أبوجلاس فقام بنقله من الأكاديمية إلى نادي أحد، وتم تسجيله بشكل رسمي، ليبدأ مشوار النجومية مع “الجبل” إلى أن انتقل لنادي الاتحاد. ضيفنا وضيفكم في “البلاد” الموهوب الدولي الشاب زكريا هوساي لاعب نادي الاتحاد، الذي فتح قلبه لنا وأجاب على أسئلتنا كافة دون أي قيود أو تجاوز عنها، وتحدث بشكل كامل وواضح عن بداياته حتى تتويج العميد بلقب الدوري، ووصف قصة انتقاله وردة فعل والديه وفعله شخصياً. فإليكم التفاصيل..

• بداية.. نرحب بك ضيفاً على” البلاد”.
ـ أهلاً وسهلاً بكم، سعيد بوجودي معكم وأتمنى أن أكون ضيفًا خفيفًا على الجميع.
• من أنت؟
ـ إنسان بسيط، عاشق لـ”المجنونة” الساحرة المستديرة كرة القدم، بطل كأس السوبر ودوري روشن للمحترفين، اسمي زكريا هوساوي لاعب نادي أحد سابقاً والاتحاد حالياً، والمنتخب الأولمبي الذي انضممت له مؤخراً.
• حدثنا عن قصتك مع كرة القدم، ولماذا هي تحديدًا؟
ـ سأجيب أولاً عن الشق الثاني من سؤالك لماذا هي، لأنها متنفسي وأوكسجيني وحياتي وكل شيء.


أما فيما يخص الشق الأول، فقد بدأت في الحارة- حالي حال الكثير من النجوم المحليين والعالميين الذين مارسوها في الأحياء وغيرها- كنت أتمنى أن أصل للنجومية والموهبة بأسرع وقت ممكن؛ كي سجل اسمي ضمن نجوم الكرة السعودية.
انتقلت الى أكاديمية العروبة، حيث أراد شقيقي عادل أن أتدرب هناك وهو كان مدرباً بها، واستمررت بها لفترة إلى أن أتى “طيب الذكر” العم عبدالله أبوجلاس ورغب في أن يسجلني بنادي أحد. لم أكن مصدقاً ذلك؛ كوني كنت صغير السن حينها، وفعلاً ذهبت للنادي وسجلت ضمن “الفئات السنية” وبدأت في تحقيق حلم الطفولة عبر نادي أحد الكبير “الجبل” الذي لن ولم أنس فضله- بعد الله- في احتضان موهبتي وتدربي تحت أساتذة ومدربين لهم اسمهم ومكانتهم بقلبي وسيظلون كذلك للأبد، عقبها تم تصعيدي للفريق الأول ومنحت الفرصة الكافية والوافية؛ حتى تمت إعارتي لنادي الاتحاد.
• كيف ترى تجربتك الاحترافية مع أحد، خاصة أنك وقعت عقدًا احترافيًا لمدة 5 سنوات؟
ـ فريدة من نوعها، صعب أن أصف تلك التجربة بأسطر قليلة، لأن نادي أحد مثلما قلت سابقاً له فضل كبير بعد الله، ولا أنكر ذلك حيث كنت أعيش بين أخواني وزملائي اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والعمل الاحترافي المنظم من قبلهم.

• لماذا لم تكمل مع أحد؟
ـ نصيبي ورزقي أن انتقل لنادي الاتحاد في صفقة كانت “صدمة” كبيرة لي ولعائلتي.
• لماذا كانت صدمة؟
ـ أخي العزيز أنت تتحدث عن نادي الاتحاد.. هل تعي ماذا يعني ذلك؟ يعني العميد المونديالي الذي كان يزلزل أندية أكبر قارات العالم، الجمهور الغفير والمدرجات الممتلئة، للأمانة كانت فرصة كبيرة لي لكي أحقق حلمي مع هذا الصرح الشامخ العريق.
• عفواً ما الفرق بين أحد والاتحاد؟
ـ لكل ناد بيئته وعمله، أحد والاتحاد كبيران وعزيزان على قلبي، ولا أنكر ذلك، لكن الإمكانات والفروقات الفنية والشعبية الجارفة تميل للاتحاد- بدون شك- والجميع يعلم ذلك، وطبعاً من المستحيل التقليل من نادي أحد؛ لأنه “صاحب الفضل”.

• من معلوماتي الخاصة أنت كنت رافضًا فكرة الانتقال للاتحاد بـ”الإعارة” وكانت لديك رغبة في الاستمرار مع الجبل؟
ـ لم يكن رفضًا بقدر ما كان صدمة ومفاجأة وخوفًا وقلقًا، إلا أن طيب الذكر المغفور له عبده بسيسي وأحد الإعلاميين، ذكرا لي أن هذا الانتقال بداية انطلاقتك الكروية لعالم النجومية، وأنت ستذهب إعارة فإذا نجحت قد يتم شراء عقدك، لم تنجح ستعود الى أحد معززاً وهذا ناديك في الأول والأخير، وعقدك ملك للجبل، بعد كلامهما وافقت على الفور وتمت الإعارة.
•أول مكالمة تلقيتها بعد توقيع إعارتك مع الاتحاد؟
ـ والدي ووالدتي- حفظهما الله- حيث قالا حينها: الله يوفقك وربي يسهل أمرك نحن غير مصدقين ذلك، لكن عندما شفنا صور التوقيع سعدنا لك “انتبه على نفسك وسندعو لك ليلاً ونهاراً”.
• أول تمرين لك داخل الاتحاد كيف كان شعورك؟
ـ وأنا أتسلم الأطقم من العم كمال والعم لقمان.. كان شعورًا يشوبه الخوف والترقب، لكن تلاشى من نقاوة وحفاوة الاستقبال الفخم من قبل الاتحاديين، الذين مهما قلت عنهم فلن ولم أوفيهم حقهم. هم أخواني الذين لم تلدهم أمي.


•ماذا عن إدارة النادي؟
ـ محسودين نحن في نادي الاتحاد بوجود “التوأمين” الرئيس أنمار الحائلي، ونائبه أحمد كعكي، فالعميد معهما بأمان، بكل صراحة مهما قلت أنا أو أي لاعب آخر، لو سألته سيثني عليهما؛ لأنهما تعبا كثيراً معنا ومع الكيان ولا زالا يعطيان الكثير والكثير، وربي على نيتهما، وفقنا وحققنا دوري روشن.
ولا أنسى طيب الذكر حامد البلوي الذي له بصمة كبيرة ولديه محبة بقلبي لا توصف، كذلك الحال لمشعل السعيد ومروان مهدي ومشاري خان، فكل هؤلاء من أنقى من تعاملت معهم.
• من غروهي الى حمدالله .. حدثنا عن زملائك اللاعبين؟
ـ مع أن سؤالك غريب، لكن مهما قلت ومدحت والله، سأكون مقصرًا في ذلك.. نحن لم نكن لاعبين فقط بل أسرة واحدة وروح واحدة، نفرح سوياً ونزعل سوياً، وكل لاعب فينا يحمل الآخر على عاتقه؛ لأجل الهدف الذي كنا نبحث عنه منذ انطلاقة الدوري حتى مواجهة الطائي الأخيرة بالدوري.
• مركز الظهير الأيسر في الاتحاد “حمدان – بامسعود – زكريا”، نجحت في المشاركة بصفة أساسية.. هل معنى ذلك أنك تفوقت عليهما؟
ـ طبعاً لا.. غير صحيح ذلك.. نحن الثلاثة مكملون لبعض، والمدرب هو من يحدد أن يشارك. ومثل ما ذكرت سابقاً “أسرة واحدة” كلنا؛ لذلك شاركت أو لم أشارك المهم مصلحة الفريق هي الأهم من تواجدي، أو تواجد حمدان وبامسعود، والحمد لله كلنا قدمنا مستويات عالية برفقة زملائي.

• خلال مواجهة الشباب.. تصرف مرفوض وبطاقة حمراء وعقوبة انضباطية ومالية .. لماذا؟
– بداية.. أعتذر للجميع مرة أخرى على ما حدث مني، وأقسم بالله أنني نادم على ذلك، لكن بحول الله، سيكون درسًا أستفيد منه مستقبلاً، وأعد الجميع بعدم تكراره، وسأكون أكثر حذراً وانضباطية داخل المستطيل الأخضر.
• يبدو أنك مراوغ فنان في الهروب من الإجابة.. لماذا بصقت؟
ـ لا أعرف السبب، لكن تصرفي غير لائق ومرفوض ولن يتكرر، السؤال اللي بعده.
•الاتحاد بطل سوبر ودوري ومشاركة عالمية .. شعورك؟
– تغمرني سعادة كبيرة وفرحة عارمة على الصعيد الشخصي؛ كون اسمي سيدون ضمن تحقيق الإنجازين، أما الفرحة الأهم فسعادة مدرج الوفاء والعشاق الاتحاديين الذين مهما قلت في حقهم فلن أوفيهم، فهم الرقم واحد- حالهم حال شعار نادينا.
وبخصوص المشاركة بمونديال كأس العالم للأندية، سنستعد لها بشكل كبير؛ لأجل تمثيل الوطن خير تمثيل، والاتحاد متعود على المحفل العالمي؛ كونه تواجد من قبل وشرفنا خير تشريف.
• كيف شاهدت الدعم الجماهيري لكم هذا الموسم؟
ـ والله شيء كبير وفخم، وبكل مواجهة يحرجوننا سواء في جدة أو بأي مدينة تواجدنا بها، حيث قدموا لنا كل سبل الدعم، ونحن لم نقصر معم. فقد منحناهم بطولتين، وبإذن الله، الموسم المقبل نقدم لهم المزيد من البطولات.

•أصعب مباراة لعبها زكريا هوساوي؟
ـ جميع المباريات صعبة حتى الوديات، لا يوجد فرق بين كل المباريات؛ فهدفنا تحقيق الألقاب، ولذلك كنا مستعدين فنياً ومعنوياً وبدنياً.
•زكريا أمام رونالدو وجهاً لوجه.. هل ذلك كان ذلك حلمًا لك؟
ـ كريستيانو رونالدو نجم تاريخي وأسطورة عظيمة- حاله حال ميسي- وعندما يواجهه لاعب بسني 22 عامًا، سيكون شيئًا كبيراً لي شخصياً، لكن “ما خليته يعدي” وتصديت له حاله حال لاعبي فريقه وباقي لاعبي الفرق الآخرين، لأن مهمتنا حماية مرمى العميد من كل شيء.
• رينارد اختارك ضمن الأسماء المستدعاة لقائمة الأخضر الأولية قبل مونديال كأس العالم .. كيف كان شعورك؟
– نفس شعور وفرحة وسعادة والدي ووالدتي اللذين كانا فرحين، وأنت قس فرحة الوالدين بفرحة الابن، جميل أن يسجل اسمي ضمن المختارين لخدمة وطني ومملكتي الغالية.
• هل تمنيت أن تكون ضمن القائمة النهائية؟
ـ لا شك في ذلك، لكن لعلها خير.
• تم انضمامك مؤخراً لقائمة الأخضر الأولمبي مع الكابتن سعد الشهري؟
ـ الحمد لله فضل من الله، عز وجل، وأنا تحت رهن الوطن وخدمة الأخضر في أي وقت، والله يوفقنا.
• المساحة الأخيرة متاحة لك.. فماذا تقول؟
ـ شكراً لصحيفة” البلاد” العريقة على هذه الاستضافة، وأتمنى أن أكون قد وفقت في الإجابة على أسألتكم، وأتمنى التوفيق للاتحاد مستقبلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *