محمد نافع – جدة
في مساء يوم السبت 27 مايو 2023م كانت الجماهير الاتحادية العريضة على موعد مع تحقيق لقب الدوري بعد غيابه عن خزائن الذهب لمدة 14 عاماً، وهو ما تحقق عندما حسم لاعبو “العميد” لقب البطولة رسمياً، بعد تحقيق انتصار عريض على الفيحاء في الجولة قبل الأخيرة من دوري روشن بثلاثة أهداف دون مقابل، وهي النتيجة التي كانت كفيلة بإعلان العميد بطلاً للدوري.
العمل التراكمي لإدارة الحائلي
البداية كانت بالتعاقد مع جهاز فني متمكن وخبير ومتمرس، بقيادة المدرب العالمي المعروف البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو؛ حيثعلى المدرب نونو سانتو، وسعت الإدارة لحسم الأمور مع الداهية البرتغالي بكل هدوء وسرية قبل بداية الموسم، وهو ما تحقق في آمنت إدارة الحائلي بأهمية بناء فريق قوي، والبداية يجب أن تكون من خلال التعاقد مع جهاز تدريبي متمكن، ووقع الاختيار الموفق خطوة ذكية وموفقة، ليبدأ العمل مع إدارة النادي وترتيب أمور الفريق، بداية من اختيار العناصر، ومن ثم العمل على بناء الفريق وتأسيسه من خلال معسكر خارجي.
عناصر محلية وأجنبية قوية
درست إدارة أنمار الحائلي حاجة الفريق، وعرفت مكامن الخلل، ونقاط الضعف في الكتيبة الاتحادية بعد خسارة دوري الموسم الماضي، رغم أن الاتحاد كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه، فسعت لتطعيم الفريق بعدد من العناصر؛ وفق الاحتياج ووفق الإمكانات المالية، وتفوقت تماماً في ذلك الجانب، بعد أن نجحت في تجديد وإبقاء عقود أهم لاعبي الفريق أمثال ” الحارس البرازيلي مارسيلو غروهي ومواطنيه رومارينيو وإيغور كورونادو”، وعدم التفريط في لاعب الوسط برونو هنريكي، وكذلك إبقاء المصري أحمد حجازي وتعزيز صفوف الفريق بلاعبين محليين أمثال زكريا هوساوي وأحمد بامسعود ومحمد الصيعري وحارس المرمى عبدالله الجدعاني.
هذه الخطوات، وتحديدًا تجديد عقود المحترفين الأجانب، ساهمت بشكل مباشر في زيادة تركيز اللاعبين لضمان الاستقرار الذهني والفني، وأخيراً تم التعاقد مع المحترف الأنغولي هليدر كوستا بنظام الإعارة لموسم واحد قادماً من ليدز يونايتد، وكذلك التعاقد مع لاعب المحور المصري طارق حامد.
سياسة إعلامية ومالية منظمة وهادئة
منذ بداية الموسم الرياضي، وضعت إدارة أنمار سياسة وإستراتيجية واضحة، تكمن في العمل الهادئ، بعيداً عن ضوضاء الإعلام والمصادمات والمناكفات الرياضية، والبعد تماماً عن التصاريح الإعلامية الصدامية وهو ما انعكس إيجاباً على الهدوء داخل المعسكر الاتحادي طوال الموسم.
كما كان العمل من الناحية المالية متوازناً جداً، في ظل الفارق المالي الكبير في الدعم ما بين نادي الاتحاد وناديي الهلال والنصر، وانعكس ذلك على تقليص الديون بشكل كبير، وكان آخر ما تحقق استخراج النادي للرخصة الآسيوية، التي تخوله المشاركة في البطولة القارية الكبرى للأندية، بعد استيفاء كافة الشروط المالية والإدارية.
الإيقافات لم تثن عزيمة النمور
رغم القرارات التي تعرض لها لاعبو الفريق، ومنهم المحترف المغربي عبدالرزاق حمدالله، وكذلك مهند الشنقيطي، وتفاوت فترات غيابهما، إلا أن الفريق واصل مزاحمته على الصدارة وسعيه للحفاظ على قوته وحضوره وشخصيته والتمسك بحظوظه في تحقيق لقب الدوري.
وكان نتاج ذلك التخطيط والعمل الإستراتيجي التراكمي المنظم تحقيق الفريق للقب بطولة السوبر بنظامها الحديث، الذي جمع- لأول مرة- 4 فرق، هي (الاتحاد والهلال والنصر والفيحاء) إذ نجح الفريق الاتحادي في تجاوز النصر في نصف النهائي، قبل مواجهته الفيحاء والانتصار عليه ليتوج “العميد” رسمياً بطلاً للسوبر السعودي.
السوبر يفتح شهية النمور
استمر الفريق الاتحادي بالسير بخطى ثابتة، بعد تحقيقه كأس السوبر السعودي، وبدأت ملامح البطل تتشكل وترتسم على خارطة دوري روشن للمحترفين، بعد أن انحصرت المنافسة في الأمتار الأخيرة بين فريقي الاتحاد والنصر، إلا أن مواجهة الفريقين في الدور الثاني وتحقيق الاتحاد الفوز فيها، كان بمثابة تأكيد التفوق على أبرز المنافسين، والضوء الأخضر للنمور لمواصلة الانطلاقة بكل قوة وثبات وشغف؛ حتى نجحوا في اقتناص اللقب قبل نهاية الدوري بجولة.
الدوري بوابة العالمية
أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم في وقت سابق، أن بطل نسخة الدوري الموسم الجاري سيكون ممثل المملكة في بطولة كأس العالم للأندية في حال لم ينجح الهلال” ممثل الوطن” في تحقيق دوري أبطال آسيا، وبعد خسارة الهلال أمام أوراوا الياباني، أصبح الاتحاد هو ممثل الوطن في نسخة كأس العالم للأندية 2023، التي ستستضيفها المملكة، وبالتالي ضرب عصفورين بحجر؛ لقب الدوري والمشاركة في أول مونديال للأندية تستضيفه السعودية، ومن المقرر أن تجري منافسات البطولة في جدة.
الجماهير الاتحادية علامة فارقة
واصلت الجماهير الاتحادية زخم الدعم والمؤازرة كعادتها في كل المواسم، حيث كسر الجمهور الاتحادي حاجز النصف مليون مشجع، بحضور بلغ هذا الموسم إلى ما قبل الجولة الأخيرة، التي ستجمع الفريق بنظيره الطائي على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة “الجوهرة المشعة” الأربعاء المقبل في ختام دوري روشن، إلى 546904 مشجعًا، وبذلك أصبح جمهور الاتحاد يحتاج في مباراة فريقه الأخيرة لحضور 3919 مشجعاً فقط ليكسر رقمه القياسي السابق الذي حققه في موسم 14-2015م بعدد بلغ 550822 مشجعاً.
كما تميز الجمهور الاتحادي من خلال جمالية مدرجاته، ورسم لوحات “التيفو” الجميلة والتشجيع بطرق محفزة للاعبين طوال لقاءات الفريق.
الحائلي لقائمة التاريخيين
سجل الرئيس الاتحادي أنمار الحائلي اسمه في قائمة الشرف الاتحادية بانضمامه لقائمة الرؤساء الذهبيين، الذين نجحوا في تحقيق أكثر من لقب في موسم واحد.
كما انضم المدافع المصري أحمد حجازي لقائمة القادة التاريخيين في الاتحاد، الذين نجحوا في الحصول على أكثر من لقب في موسم واحد، وذلك بعد أن حقق مع الفريق لقبي كأس السوبر ولقب دوري روشن للمحترفين.