جاءت الحملة المشتركة التي أطلقها سمو وزير الداخلية لمكافحة المخدرات، بتوجيه ودعم ومؤازرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والتي حظيت بردود فعل واسعة وترحيب وإشادة من قبل مختلف فئات المجتمع خاصة أن المملكة كانت وما تزال هدفاً رئيساً أمام التنظيمات والتشكيلات العصابية التي تنشط في ترويج المواد المخدرة مدعومة في ذلك من قبل دول ومنظمات هدفها النيل مما تحققه المملكة من نجاحات على شتى المحاور، حيث يتسع ويتعاظم دور ومكانة المملكة إقليمياً ودولياً، وتتواصل القفزات الإقتصادية، وتتسع رقعة الإستثمار الذي بات يجذب مليارات الدولارات، بجانب الطفرة في مستوى المعيشة للمواطنين ، ومن خلال متابعتنا لمشهد هذه الحملة المباركة والمستمرة في تجفيف منابع تهريب المخدرات داخل حدودنا وخارجها، وتوجيه الضربات الاستباقية الموجعة لكبار مروجيها عبر المنافذ المتنوعة ، لاحظنا أنها نجحت إلى حد بعيد في إحداث وعي مجتمعي واسع المدى أدى إلى توقف العديد من المدمنين عن تعاطي المخدرات وتوجههم من تلقاء أنفسهم لمراكز الاستشفاء للحصول على العلاج دون خجل ، والتي كانت السبب في حرمان عشرات المدمنين من التخلص من آثار الإدمان ، وهو ما نعتبره بداية مبهرة ومشجعة في طريق زيادة الوعي بأوهام دوافع التعاطي ومخاطر النهايات لحماية الشباب من الوقوع في المخدرات، وتعزيز المسؤولية الذاتية وذلك في إطار جهود اللجنة الوطنية للتوعية بسبل الوقاية من المخدرات وتجنب الطرق التي تؤدي إلى تعاطيها.
وفي هذا المقام فإننا نشيد باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التي تسهم بالتعاون مع كافة الجهات المعنية في تنفيذ العديد من الحملات التوعوية الإعلامية، التي تستهدف فئات مختلفة من المجتمع؛ لإرشادهم وتوجيههم وتحّصينهم ضد المخدرات وأضرارها، من خلال العمل على غرس القيّم السليمة في نفوس الأفراد عبر التوعية بخطورة هذه الآفة، والسعي إلى تنشئتهم التنشئة الصالحة المستقيمة ، ولا تتوقف تلك الجهود على الحملات الأمنية الظاهرة منها والسرية ، إذ تنهض المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة والقطاع غير الربحي في تنظيم وإطلاق البرامج التوعوية التي تتنوع ما بين عقد المحاضرات وتنظيم المعارض، وعرض الرسائل التثقيفية بمختلف الوسائل المقروءة والمرئية والمسموعة لتكوين الوعي الاجتماعي لدى أفراد المجتمع كافة، وتفعيل الإعلام الرقمي الجديد ومنصّات التواصل الاجتماعي للوصول لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع للتعريف بأضرار المخدرات وسبل الوقاية منها، إضافة إلى توجيه رسائل للآباء والأمهات للقيام بواجبهم في دعم أبنائهم ومساعدتهم وتهيئة كل السبل التي تعينهم على تحقيق أهدافهم بعيداً عن الضغوط النفسية .
لذا فقد حققت الحملة إنتصاراً ساحقاً ونجاحاً مبهراً، وتم إحباط العديد من عمليات التهريب واعتقال مروّجيها، الذين تلقوا ضربات موجعة وحاسمة .