أُختتمت بالأمس الأول أعمال القمة الثانية والثلاثون برئاسة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- وبحضور قادة الدول العربية من ملوك ورؤساء وأمراء.
والمتابع لمجريات القمة وللمؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام أعمالها بحضور وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان وأمين جامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط ، يدرك تماماً نجاحها واستحقاقها لشعار التغّيير والتجّديد فدائماً ما كانتالسعودية تهدف إلى إحداث تغّيير للأفضل وتجّديد مستمر يرتقي بها وبالدول العربية فهي الحاضنة ولها سيادة خاصة جعلتها مؤثّرة دينياً واقتصادياً وسياسياً -زادها الله عزاً وتمكيناً – وممّا يميّز المملكة العربية السعودية أنها تحب لدول الجوار وللعرب والمسلمين ما تحب لنفسها وليس أحب وأكرم للشعوب العربية والمسلمة وكل الشعوب من نعمتيْ الأمن والغذاء حتى أن الله عز وجلّ ذكر في كتابه العزيز هاتين النعمتين (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
وأكيد أن النزاعات والصراعات تزيل النعم والمقدرات وتنزع الأمن وتجلب المخاوف بأنواعها وتفرض الجوع والضحية حقاً هم الشعوب لهذا فالمملكة تسعى جاهدة للقضاء على التناحر وإحلال الأمن ونشر السلام وجهودها في ذلك واضحة جليّة ولعلّ مساعيها قبل إنعقاد هذه القمة شاهدة على ذلك ويبدو أن القمة الثانية والثلاثون كانت ناجحة بفضل الله عزّ وجلّ ثم بفضل حسن التهيئة والتحضير والتفاهم وفي إعلان البيان الختامي ببنوده الإثني عشر التي تصدّرتها القضية الفلسطينية فهي المحور الأهم للقمم العربية حتى يجد الحل إليها وإلى بيت المقدس طريقاً وماضاع حق وراءه مطالب. ثم احتل أمن واستقرار الدول العربية المضطرب أمنها واستقرارها وآخرها السودان ، أهمية محورية في القمة. وكان من ضمن البنود الهامة التنمية المُستدامة وترّسيخ التضامن وعدم التدخل في شؤون الآخرين والمحافظة على الهويّة العربية. وكان بند مبادرة الحاضنة الفكرية خطوة رائعة تجمع الوطن العربي في البحوث والدراسات للتنمية المستدامة والتنمية الإقتصادية وتعّزيز الإهتمام المشترك بالتعاون البحثي وإبرام شراكات فكرية إستراتيجية.
ومع كل ما تم إقراره في القمة يبقى تثّمين دور المملكة العربية السعودية في تحقيق كل ما من شأنه إشاعة الأمن والإستقرار والتنمية المُستدامة بأبعادها الثقافية والبيئية والإجتماعية والإقتصادية وعملها عدد من المبادرات التي من شأنها أن تعزّز العمل العربي المشترك في سبيل ذلك ومنها مبادرة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ومبادرات أخرى تنموية من شأنها الإرتقاء بمستوى العالم العربي لينافس على التقدم العلمي والإقتصادي والبيئي وكما تعهّد ولي العهد وعرّاب الرؤية في حديث سابق بأنه يهدف إلى أن يكون الشرق الأوسط أوروبا الجديدة.
القمة حقيقة كانت قمة مختلفة فعلاً ويبقى أن نشكر حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الذي نفتخر به في كل محفل ويبقى دور الشعوب العربية في أن تضطلع بمهمتها الأساسية في حفظ أوطانها من الفتن والغوغائية والفساد وأن تدرك أن الأمن والاستقرارهما المطلبان الأهمان. ودمتم بخير.
@almethag